خلاف سياسى حاد عصف بالعلاقات بين دول الاتحاد الأوروبى وبيلاروسيا، حيث تحولت قضية عبور اللاجئين العراقيين غير الشرعيين لليتوانيا عبر بيلاروسيا، إلى مطالبات أوروبية من العراق بضبط تدفق مواطنيه على ليتوانيا من خلال الأراضى البيلاروسية، وكان المسئولون الأوروبيون قد أجروا اتصالات مع كبار المسؤولين العراقيين، فى محاولة لممارسة الضغط ودفع بغداد لوقف تدفق المهاجرين من العراق إلى بيلاروسيا، وتسهيل عبورهم بشكل غير قانونى إلى ليتوانيا، الدولة العضو فى الاتحاد الأوروبى.
كيف يرى الاتحاد الأوروبى الأزمة ؟
يرى الاتحاد الأوروبى أن هذا التدفق الكبير لمهاجرين، هو محاولة استفزازية انتقامية من قبل بيلاروسيا، ردا على العقوبات الأوروبية على مينسك، إلا أنه لا يتغاضى عن مسؤولية العراق، بالنظر لكون غالبية المهاجرين هم عراقيون.
وتواصل وزير خارجية الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، مع وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين حول طريقة التعامل مع مشكلة العدد المتزايد من المواطنين العراقيين الذين يعبرون إلى ليتوانيا بشكل غير قانونى من بيلاروسيا.
مهاجرون عراقيون
وتضاعفت مجددا موجات هجرة العراقيين نحو أوروبا، خلال السنوات القليلة الماضية، خاصة مع تراكم الأزمات الاقتصادية والأمنية والسياسية وتفجرها فى البلاد، وهم من مختلف أنحاء العراق من إقليم كردستان ومن الوسط والجنوب ومن كل بقعة عراقية، وهذا مؤشر سلبى يفيد بإن الناس قد فقدوا الثقة فى وطنهم وفى تأمين مستقبل لهم ولأولادهم فيه".
ماذا فعلت بغداد ؟
أعلنت الخطوط الجوية العراقية إيقاف رحلاتها إلى بيلاروسيا لمدة أسبوع، فى محاولة على ما يبدو لضبط عملية تدفق المواطنين العراقيين على بيلاروسيا لأغراض الهجرة غير الشرعية نحو دول الاتحاد الأوروبي، وجاء حادث قتل مواطن عراقى فى المنطقة الحدودية بين ليتوانيا وبيلاروسيا فى ظروف غامضة، إلى إصدار وزارة الخارجية العراقية بيانا، على لسان المتحدث باسم الوزارة أحمد الصحاف جاء فيه: "سفارة جمهورية العراق فى موسكو تتابع ببالغ الاهتمام تفاصيل الحادث، الذى أودى بحياة مواطن عراقى على الحدود المشتركة بين بيلاروسيا وليتوانيا".
الخطوط العراقية
ودعا الصحاف: "كل العراقيين أن لا يكونوا هدفا لشبكات التهريب والاتجار بالبشر."
وذكرت قوات حرس حدود ليتوانيا أنها ألقت القبض على 171 شخصا أثناء عبورهم من بيلاروسيا، وهو أكبر عدد يسجل خلال يوم واحد هذا العام، ويرفع هذا العدد الإجمالى للمهاجرين غير الشرعيين هذه السنة، إلى نحو 4 آلاف مهاجر، عدد كبير منهم من العراقيين، فى حين أن عددهم العام الماضى بالكاد بلغ نحو 100 مهاجر فقط.
ويقول أحد الشباب العالقين على الحدود الليتوانية - البيلاروسية، وهو من إقليم كردستان العراق، فى حديث مع "سكاى نيوز" :"نحن نادمون على ما فعلنا، فالواحد منا دفع ما يقارب 15 ألف دولار أميركي، كى نصل إلى حلم جنة الاتحاد الأوروبي، لكن مع الأسف ها نحن هنا فى ليتوانيا حيث يتم التعامل معنا كمجرمين، ونعيش فى ظروف صعبة للغاية مكدسين فى مجمعات أشبه بالمعتقلات، وتبخر حلمنا فى حياة كريمة ومستقبل أفضل".
ويضيف: "نريد العودة لبلادنا وأهلنا بأسرع وقت، فالحياة هناك رغم صعوبتها، إلا أنها أرحم مما نقاسيه الآن، فنحن نبدو كمن دفع مبالغ طائلة كى يذهب بمحض ارادته للحبس والاعتقال".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة