لم تقف الإعاقة بقصر القامة حائلا أمام "حسين حسان حامد الأزعر، وأسماء أحمد حسين" من مدينة العريش بشمال سيناء فى اكتمال حلمهما بالزواج، ويستعد أهل شمال سيناء لزفافهما ليواصل البطلان رحلة تحديهما لرحلة من المصاعب فى مواجهة الحياة بدأت منذ ولادتهما مرورا بإصرارهما على التعليم وكسب الرزق وصولا لقفص ذهبى مقررا أن يجمعهما الإثنين المقبل.
وقال "حسين"، إن عمره 28 سنة ويعمل بوظيفة عامل خدمات بالتربية والتعليم، وهو منذ ولادته حتى اليوم لا يعرف مستحيل يعيقه عن ممارسة حياته الطبيعية ويتحدى الإعاقة "قصر والتواء ساقيه وعدم اكتمال نموهما بشكل طبيعى"، لافتا إلى أنه فى صغره سعى للتعليم حتى وصل للمرحلة الإعدادية، ثم سعى فى العمل بحثا عن لقمة عيش، واستطاع بجهود والدته الالتحاق بوظيفة عامل خدمات فى إحدى المدارس وبعدها واصل طريقة واستكمل تعليمه حتى حصل على شهادة دبلوم فنى تجارى، وخلال هذه الفترة يمارس كل هواياته الرياضية ويشارك فى بطولات حصد على إثرها مراكز أولى فى ألعاب منوعة والإلقاء على المسرح .
وأضاف أنه كان يعارض فكرة الزواج، ولكن عندما تزوج شقيقه "التؤام " قبل شهور ألح على والدته البحث له عن "عروس"، وبالفعل سعت والدته بالطرق التقليدية حتى أخبرتها إحدى صديقاتها عن أسماء التى ذهبت لأسرتها وتعرفت عليها وفى ثانى زيارة رافقتها وتعرفت على العروس التى بدورها قبلت واستكملت مراسم الزواج بالخطوبة وكتب الكتاب وتقرر تحديد يوم الفرح الإثنين المقبل بالعريش.
وقال رغم إنه زواج تقليدى إلا أنه أعقبه حب بينهما وأحس أنها الزوجة المناسبة له التى ستحمله وتستره ويكملان سويا حياتهما يشدان أزر بعضهما البعض.
وقالت العروس "أسماء"، إنها حصلت على بكالوريوس نظم ومعلومات، وشهادات متنوعة فى التنمية البشرية وأنها سعيدة ورزقها الله بابن الحلال الذى مال قلبها له، مشيرة إلى أنها تتطلع لحياة زوجية خلالها تكون فى ستر ومرضى عنها من أسرة زوجها وأسرتها.
وأضافت أنها تبحث عن راحة نفسية ومرت بفترة كان صعب أن تجد من يتوفر فيه شرط الزوج المناسب حتى كان نصيبها أتاها من باب بيتها دون سابق معرفة. وأوضحت أنها إضافة لشهادتها الجامعية، تجيد مهارات العمل الإدارى والترجمة لعدد من اللغات التى إجادتها بطلاقة بينها اللغة التركية والكورية والألمانية التى اجادتها تعليم ذاتى عن طريق الإنترنت.
وقالت عائشة عبدالله والدة العريس "حسين"، إنه الابن السادس لها وولد طبيعى وبعد فترة اكتشفت أنه لا يكتمل نمو قدميه، وبعد مرور 4 سنوات من عمره فشلت محاولات عامين من البحث عن علاج فى التغلب على هذه الإعاقة وبدوره أصيب باليأس من العمليات وقال لا أريد علاج وأرضى بما قدر لى.
وتابعت والدة العريس إن فرحتها وشعورها لا يقدر أن تم زواج ابنها واحتفال كل أهل العريش بخطوبتهما، وقالت "كنت شايله هما وربنا جبر بخاطرى".
وقال والده السبعينى "حسان حامد "، "الحمد لله إن أبنى أخيرا يتزوج واليوم أنا ارتحت".
وقالت والدة العروس أسماء: "الله كرمها" وأنها البنت البكر وتصغرها فتاتين إحداهن أنهت دراستها الجامعية والثالثة أنهت دراستها الثانوية هذا العام، وربت بناتها الثلاثة بعد وفاة زوجها منذ أكثر من 10 سنوات، وأكدت أنها لم تيأس من حالة ابنتها وإعاقتها وفور ولادتها وتبين أنها لا تنمو بشكل طبيعى حمدت الله وتعاملت مع الموقف بشكل لا يؤثر عليها ووقفت ورائها حتى أنهت دراستها وحصلت على شهادة عليا وشهادات منوعة فى الترجمة واليوم تكتمل الفرحة بزواجها.
وأجمع العروسين أنهما يستعدان للزواج بعد أن استكملا فرش غرفة وصالة بجانب أسرة العريس، وتمكنا من تجهيز الفرش بعد الحصول عليه من تجار مصدر ثقة بالأجل "ديون"، وحلمهما أن تكون لهما شقة خاصة بهما من الشقق التى تخصصها المحافظة لذوى الاحتياجات الخاصة، كما أعرب العريس عن أمله أن يتم التسوية الوظيفية له لينتقل من عامل خدمات لموظف إدارى بالشهادة التى حصل عليها أثناء عمله وهى دبلوم تجاره.
العريس وعروسه
كتب كتاب العروسين
فرحة العروسين
أسماء وحسين يتحدثان لليوم السابع
مع اسرتيهما يستعدان لحفل الزفاف
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة