صورة جديدة من صور الكفاح، التى يسطرها ذوى الهمم، أمل الزناتى، سيدة، تبلغ من العمر 49 عاما من مدينة الحامول بكفر الشيخ، من قصار القامة قهرت الظروف والصعاب من أجل كسب لقمة العيش، عقب حصولها على الدبلوم اتجهت للعمل مع والدها فى محل لبيع قطع غيار الجرارات فى قرية الجرايدة التابعة لمركز بيلا، ولقصر قامتها كانوا يرفضون عملها، ولكن مع إصرارها وبعد وفاة ولدها تولى شقيقها إدارة المحل ونظرا لسفره المتكرر تحملت إدارته المحل، وبعدها تزوجت فى مدينة الحامول، وبدأت تراودها فكرة فتح محل وإدراته، والحفاظ على مهنة والدها، فقررت أن تفتح محلاً لبيع قطع غيار الجررات وتنقل خبرتها للآخرين، وبالفعل نجحت لأنها تعشق التحدى.
تقول أمل الزناتى: الحمد لله على نعمته، خلقها الله قصيرة القامة، الوحيدة من بين أشقائها، ولا يوجد أحد فى عائلة والدها أو والدتها بهذا الشكل، وكل الأسرة طبيعية، اهتم بها والدها، منذ ولادتها، وواصلت تعليمها بالمدرسة.
وتضيف أمل الزناتى: أنها لاقت صعوبات أثناء دراستها، قررت عدم استكمال تعليمها، ولكن بعد عودتها من المدرسة، كانت تجلس مع نفسها لتحاول تهدئة نفسها، وتحمد الله على الصورة التى خلقها عليها، وبعدها حصلت على دبلوم المدارس الصناعية قسم ملابس جاهزة، وكان لوالدها محل لبيع قطع غيار الجرارات، وكان شقيقها وأختها الكبرى تعمل به، فأردت أن تكون مثلهم، ولكن والدها كان يمنعها، متابعة: لكن مع إصرارى وافق على تواجدها بالمحل، وكان نظرات السخرية تصل له.
وتابعت: تزوجت بحى حامول السعيد بمركز الحامول بكفر الشيخ، وانتقلت لتعيش مع أهالى الحى، ونظراتهم لها المتكررة بها تعجب وسخرية فى بداية الأمر ولكنهم بعد ذلك تعودوا، مؤكدة أنها قررت العمل فى مجال تخصصها الملابس الجاهزة، ولكنها ترددت لأنها تعودت على بيع قطع غيار الجرارات، وسألت نفسها لماذا لا تتحدى نفسها والجميع، وتفتح لنفسها محل لبيع قطع غيار الجررات، وتنقل خبرتها لأهالى الحامول، وبالفعل استأجرت مكان قريب من منزلها ومخزن، وبدأت تجلب البضاعة من كبار التجار، لتعرضها بالمحل، وتحولت السخرية منها التى كانت تراها فى عيون الناس من الشارع للمحل، ممن يريد شراء قطع غيار الجرارات لنظرة اعجاب واحترام، ولكن بعد حسن تعاملها وصدقها.
واستطردت: أنها لم تكتف بالتعرف على كل قطع الغيار الأصلية والمقلدة، وأصناف كل منها، ولكنها تُقدم كل المعلومات للسائقين وتختار أمهر الميكانيكية للتعامل معهم وتتعلم منهم وتقدم خبرتها للآخرين ووصل الأمر أنها تتلقى اتصالات من فلاحين يستشيرونها فى حالة تعرض جرار لعطل ليتم إصلاحه، وتُعرف صاحب الجرار قطع الغيار الأصلية والمقلدة والشركات والأنواع وتساعد بعضهم فى تركيب قطع غيار فى جراراتهم.
وأضافت أمل الزناتى، أنها عملت في مهنة إصلاح الجرارات وبيع قطع غيار السيارات والجرارات وأصبحت لها خبرة كبيرة، وتتوجه لإحدى الورش القريبة من المحل الخاص بها لإصلاح الجرارات، وأنها توجه نصيحة للجميع ألا يسخروا من أى إنسان قصر أو طويل، سليم أو به مرض أو من ذوى الاحتياجات الخاصة، وما من إنسان به عيب إلا وهبه الله ميزة به عن غيرها، فهى برغم قصر قامتها إلا أنها تحدت الظروف وتحولت من قزمة لسيدة أعمال تدير محل وتتعامل مع مئات الزبائن من أصحاب الجرارات والميكانيكية وغيرهم، تلق منهم كل احترام لأنهم رأوا منها الصدق والنصح، وحسن المعاملة.
وتواصل حديثها، أنه يساعدها فى المحل بعض من أبناء أشقائها، ووفرت فرص عمل، ونقلت خبرة السنوات لهم والتى امتدت لحوالى 29 عاماً، ليكونوا مثلها فى المستقبل، مؤكدة أن لديها سلمًا صغيرًا داخل المحل، تصعد عليه لتنقل للزبون ما يحاجه من قطع غيار، مؤكدة أنها مرت بمواقف مضحكة كثيرة، منها بعض الزبائن يدخلون للمحل وهى جالسة على مكتب.
وأكدت أمل الزناتي، أن أملها تأسيس شركة كبرى لبيع قطع غيار الجرارات فى المحافظة، بالإضافة لتبنيها مشروعات أخرى تساعد فى نجاح مشروعى، مشيرة إلى أنها تهدى نجاحها لكل إنسان من ذوى الاحتياجات الخاصة ليتعلم من حياتها وكفاحها وقصتها ليستفيدوا بها فى حياتهم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة