تدهور الوضع فى أفغانستان يهدد أوروبا بموجة جديدة من اللاجئين.. تحديات تواجه القارة العجوز لضمان الأمن لمواطنيها فى كابول.. ودول أوروبية تلغى إجراءات الطرد الجارية ضد الأفغان غير الشرعيين فى أراضيها

الثلاثاء، 17 أغسطس 2021 05:00 ص
تدهور الوضع فى أفغانستان يهدد أوروبا بموجة جديدة من اللاجئين.. تحديات تواجه القارة العجوز لضمان الأمن لمواطنيها فى كابول.. ودول أوروبية تلغى إجراءات الطرد الجارية ضد الأفغان غير الشرعيين فى أراضيها طالبان
فاطمة شوقى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

انهيار مقلق لأفغانستان، مثل قلعة من الورق تنهار فى بضع ثوانى، حيث استغرق الأمر 10 أيام من استيلاء طالبان على المدن الأفغانية الكبرى، مع تصاعد العنف وسقوط العديد من المدن الأفغانية الرئيسية، بينما كان المجتمع الدولى مرتبكا يستعد للعواقب، وخاصة أوروبا التى أصبح لديها أولويتان الآن: الأولى إجلاء مواطنيها الذين ما زالوا فى ذلك البلد، وتحديد ما يجب فعله مع موجة اللاجئين الأفغان القادمة للقارة العجوز.

وقالت صحيفة "لا بانجورديا" الإسبانية فى تقرير نشرته على موقعها الإلكترونى، إنه بعد قندهار ومزار الشريف، صباح السبت، كانت كابول بدورها محاطة بقوى إرهابية متطرفة طردتها الولايات المتحدة وحلفاؤها قبل 20 عامًا من البلاد. وأمام التهديد فر عدد من الوزراء وكذلك الرئيس أشرف غنى.

وأوضح التقرير أنه فى خضم الفوضى العامة، لجأت الدول الغربية إلى إجلاء موظفيها فى السفارات، وتجمعوا فى المطار مثل فيلم نهاية الحرب العالمية، حلقت سماء كابول بضوضاء طائرات الهليكوبتر وهى تتنقل ذهابًا وإيابًا بين المحطة الجوية والمفوضيات الغربية.

مثل جيرانها الأوروبيين، لم تنتظر فرنسا النتيجة النهائية، بدأت باريس فى إجلاء 100 من مواطنيها فى رحلات خاصة منذ عدة أيام، واحتفظت فقط بالموظفين الدبلوماسيين الذين لا غنى عنهم تمامًا. نشر السفير الفرنسى، ديفيد مارتينون، الليلة الماضية صورًا لهم جميعًا وهم يستقلون الطائرة التى ستقلهم.

بل إن الكارثة الأفغانية أكثر إثارة للإعجاب عندما يعتبر المرء أن طالبان لم تواجه فعليًا أى مقاومة فى زحفها النيزكى، الذى تميز بفرار أفواج بأكملها والاستسلام غير المشروط للحكام. على الرغم من صحة أن جزءًا من الجسم العسكرى الأفغانى ينتمى إلى مجموعة عرقية البشتون، مثل طالبان، فقد تمكنت الأخيرة، على أى حال، من الاستيلاء على الأسلحة الثقيلة - المدرعات وقاذفات الصواريخ وحتى المروحيات التى تخلى عنها الجيش.

أعادت طالبان احتلال البلاد حتى قبل التاريخ الرمزى للغاية الذى يصادف الذكرى العشرين لهجمات 11 سبتمبر 2001، والذى دفع الولايات المتحدة إلى إلحاق الهزيمة بهم. منذ ذلك الحين أنفقت واشنطن تريليون دولار وخسرت حوالى 3000 رجل فى ذلك الصراع، وهو أسوأ رقم قياسى منذ الحرب العالمية الثانية.

وأشار التقرير إلى أن سكان كابول مذعورون الآن، وحاول غالبية سكان كابول أمس تكوين مخزون من الضروريات الأساسية وسحب أموالهم من البنوك، وتم تقديم عشرات الآلاف من طلبات التأشيرة فى السفارات الغربية، بينما أعلن الكثير من الطبقة الوسطى الحضرية عن نيتهم ​​الشروع فى طريق المنفى.

وأكد التقرير أنه من الواضح أن كثيرين سيحاولون الوصول إلى أوروبا. توقعا لهذه الدراما، ألغت معظم دول الاتحاد الأوروبى فى الأيام الأخيرة إجراءات الطرد الجارية ضد الأفغان غير الشرعيين فى أراضيها. تم القيام بذلك من قبل ألمانيا وفرنسا وهولندا والدنمارك، على عكس النمسا.

تحت ضغط من الرأى العام - مثل الحكومات الأخرى فى الدول الأعضاء فى الناتو - دعا رئيس الوزراء البريطانى بوريس جونسون أمس إلى اجتماع أزمة حكومى جديد. وأوضح فى النهاية أن "أولوية" لندن هى "احترام التزاماتها تجاه المواطنين البريطانيين فى أفغانستان وكل من ساهم فى الجهود البريطانية فى ذلك البلد لمدة 20 عامًا، واعترف بأن "الوضع صعب وفى وقت قصير ستكون هناك حكومة جديدة فى كابول".

أجبر قرار الولايات المتحدة بالانسحاب من أفغانستان دول الناتو الأخرى، بما فى ذلك المملكة المتحدة، على أن تحذو حذوها. لكن فى الأيام الأخيرة، انتقدت لندن علنًا حليفها الأمريكى، وتعهد جونسون "بعدم إدارة ظهره لأفغانستان" رغم أنه استبعد تدخلا عسكريا مفضلا "الضغط الدبلوماسي".

فى فرنسا، أكد قصر الإليزيه أن الحكومة "تفعل كل ما هو ضرورى لضمان سلامة الفرنسيين" الذين ما زالوا فى أفغانستان، وهى "أولويتها المطلقة"، ودعا الرئيس إيمانويل ماكرون، الذى "يتابع بشكل دائم التدهور المقلق للغاية للوضع"، مجلس الدفاع ظهر يوم الاثنين، وفى المساء، سيتحدث الرئيس إلى الفرنسيين عبر التلفزيون حول الوضع فى ذلك البلد.

ومن الفاتيكان، أعرب البابا فرنسيس أمس عن قلقه بشأن الوضع فى أفغانستان. ودعا رئيس الكنيسة الكاثوليكية إلى الصلاة "حتى تتوقف ضوضاء السلاح وإيجاد الحلول على طاولة المفاوضات".

وفعلت إيطاليا جسرا جويا لإعادة موظفى سفارتها فى كابول ومواطنيها، وكذلك المتعاونين الأفغان الذين يجب حمايتهم من طالبان، حسبما قالت صحيفة "المساجيرو" الإيطالية.

وفى مذكرة لوزارة الخارجية أعلن أنه "فى ظل تدهور الأوضاع الأمنية فى أفغانستان "مع استيلاء طالبان على البلاد بأكملها تقريبًا" فقد تم الشروع فى إجراءات لتنظيم عودة موظفى الحكومة الأفغانية إلى إيطاليا، أى من السفارة الإيطالية فى كابول.

وأشارت الصحيفة إلى أن السفارة الإيطالية تضم حوالى 50 موظفًا بقيادة فيتوريو ساندالى، و30 متعاونًا آخرين وعائلاتهم وأيضًا هناك عدد من رجال الشرطة الذين كانوا مسؤولين عن أمن المقر، وذكرت وسائل الإعلام أنه من المقرر أن تغادر الرحلة الأولى إلى روما الليلة.

أكملت إيطاليا انسحاب قواتها من أفغانستان فى نهاية يونيو. فى السنوات العشرين الماضية، وفقًا لوزارة الدفاع، أصيب 723 جنديًا إيطاليًا وفقد 53 حياتهم.

واعترفت الولايات المتحدة الأمريكية بإساءة الوضع فى أفغانستان حيث جاء الانهيار السريع للقوات الوطنية الأفغانية والحكومة بمثابة صدمة للرئيس الأمريكى جو بايدن وكبار أعضاء إدارته، الذين اعتقدوا الشهر الماضى فقط أن الأمر قد يستغرق شهورًا قبل سقوط الحكومة المدنية فى كابول - مما سمح بفترة من الوقت بعد مغادرة القوات الأمريكية قبل الكشف عن العواقب الكاملة للانسحاب.

والآن، يعترف المسؤولون بصراحة أنهم أخطأوا فى الحسابات، وقال وزير الخارجية أنطونى بلينكين لمراسل سى إن إن: "حقيقة الأمر هى أننا رأينا أن تلك القوة لم تكن قادرة على الدفاع عن البلاد، فى إشارة إلى قوات الأمن الوطنى الأفغانية وقد حدث ذلك بسرعة أكبر مما توقعنا ".

كما قررت الحكومة الإسبانية إجلاء رعاياها الموجودين فى أفغانستان، وموظفى سفارتها فى كابول مع تصاعد العنف وسقوط العديد من المدن الأفغانية الرئيسية فى قبضة حرك (طالبان).

وذكرت وزارة الخارجية الإسبانية، فى بيان، وفقا لصحيفة "إلموندو" الإسبانية، أن العاصمة مدريد ستجلى كذلك المواطنين الأفغان الذين عملوا مع القوات الإسبانية خلال السنوات الأخيرة بالإضافة إلى أسرهم.

وفيما يتعلق بإغلاق السفارة الإسبانية فى كابول، أكد وزير الخارجية خوسيه مانويل ألباريس أن بلاده مستعدة لأى احتمالية ومنها إخلاء السفارة فى حال لزم الأمر "ولن تترك أحدًا وراءها".

يأتى ذلك بينما تشن حركة طالبان هجوما واسعا على العديد من الولايات الأفغانية منذ إعلان سحب القوات الأمريكية، ونجحت عناصرها بالفعل فى السيطرة على معظم أراضى البلاد وعدد من عواصم الولايات، كما اقتربت من العاصمة كابول وتهدد بعزلها عن بقية البلاد، بما بات يهدد سلطة الحكومة وسط مخاوف واسعة من سقوط الحكومة وسيطرة طالبان على البلاد بشكل كامل.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة