تقام الدورة الجديدة من معرض كتاب مكتبة الإسكندرية الـ 16، والتي افتتحها اليوم الدكتور مصطفى الفقى، أمين عام المكتبة، بالتعاون مع الهيئة المصرية العامة للكتاب، واتحاد الناشرين المصريين والعرب.
وأكد الدكتور مصطفى الفقي، مدير مكتبة الإسكندرية، أن معرض الكتاب هو نافذة من النوافذ التى تطل بها المكتبة على المجتمع الثقافي، وأنه يشهد إقبال كبير من جميع الفئات العمرية لمتابعة كل جديد تقدمه دور النشر، مضيفًا أن المكتبة تعتبر المعرض عُرس سنوى وتقليد استمر لسنوات وسوف يستمر لسنوات قادمة.
وأوضح الفقى، أن المكتبة فضلت تنظيم المعرض وفقًا للحد الأدنى المتاح لعدد الحضور بدلاً من توقفه بسبب انتشار جائحة كورونا، أسوة بما فعلته الهيئة المصرية العامة للكتاب التى حرصت على تنظيم معرض القاهرة الدولى للكتاب فى ظل الجائحة وفق إجراءات احترازية.
ومن جانبه، وجه اللواء محمد الشريف محافظ الإسكندرية، التحية إلى الدكتور مصطفى الفقى وإدارة المكتبة على الجهد المبذول من خلال تنظيم العديد من الفعاليات الثقافية، مشيرًا إلى الإقبال الكبير من الشباب لحضور فعاليات المعرض والذى يذكر بأهمية الكتاب، داعيًا الشباب إلى قراءة الكتب والاستمتاع بها بدلاً من الكتب الالكترونية.
وقال الدكتور هيثم الحاج علي، رئيس الهيئة المصرية للكتاب، إن معرض المكتبة من أهم بؤر التعاون بين المكتبة والدولة المصرية التى باتت تهتم بالكتاب كونه ركن أساسى فى الثقافة، لكسر حاجز مقولة "الشعب لا يقرأ"، مشيرًا إلى تقرير نشرته جريدة "الاندبندنت" حول القرائية وجاءت مصر فى المركز الخامس على مستوى العالم، بمعدل قراءة 750 مليون ساعة كل أسبوع.
وأكد "الحاج علي"، أن مكتبة الإسكندرية هى المؤسسة الدولية الأهم فى مصر التى تهتم بالثقافة، ويعد معرضها من أهم الجهات التى تبث هذه الروح فى الشباب، حتى أصبح الحدث الثقافى الأهم فى الإسكندرية، مشيدًا باستمراره لسنوات طويلة، متمنيًا أن يتحول إلى معرض دولي.
فيما قال الدكتور نظير عياد، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية وممثل الإمام الأكبر شيخ الأزهر، إن المعرض يقام فى وقت مهم لدفع الإفتراءات التى تتعرض لها مصر، وللتأكيد على التناغم والعيش المشترك الذى تنعم به الدولة المصرية فى الوقت الحالي، مشيرًا إلى أن مؤسسة الأزهر تحرص على المشاركة فى المعرض للعام الثالث على التوالى بكل قطاعاته إنطلاقًا من الدور المحورى والريادى الذى يقوم به "الأزهر".
وشدد عياد على أهمية الكتاب ودوره فى محاربة الفكر المتشدد والذى أصبح يهدد شباب مصر والوطن العربي، فهو المصدر الرئيس رغم الطفرة التكنولوجية وتعدد الوسائل الحديثة.
وأكد سعيد عبده، رئيس اتحاد الناشرين المصريين، حرص الاتحاد على المشاركة السنوية منذ أول دوره لتنظيمه، فمكتبة الإسكندرية مؤسسة يفخر بها الجميع وترعى الثقافة بكل أشكالها، كما أنها توفر كافة ظروف لإنجاح المعرض، عارضًا فكرة لتخصيص شارع فى كل عواصم المحافظات لإقامة مكتبات، وتكون البداية من محافظة الإسكندرية حيث عرض الفكرة على "الشريف"، مؤكدًا أن القراءة أحد أهم الأعمدة فى بناء الإنسان.
وشدد عبده، على أن صناعة النشر تمر بأسوأ ظروف فى تاريخها المعاصر، إذ توقف أكثر 35% من الناشرين بسبب جائحة كورونا، والتى أظهرت الكثير من العورات فى صناعة النشر، مما يتطلب بذل الكثير من الجهد لإنقاذها، فالكتاب هو الأبقى والأطول عمرًا من وسائل القوى الناعمة، مشيرًا إلى أنه لا يوجد دعم وحماية من القرصنة ومواقع التواصل الاجتماعى التى تنشر جميع المواد الثقافية بشكل رقمي.
فيما قال محمد رشاد، رئيس اتحاد الناشرين العرب، إن الاتحاد يتعاون مع المكتبة فى تنظيم المعرض منذ أول دوره فى عام 2002، ليكون معبرًا عن الدور الذى تقوم به المكتبة فى نشر الوعى والثقافة، استمر فى نجاحه عام بعد عام وتزايدت مشاركة دور النشر المصرية والعربية، مؤكدًا أنه منذ تولى "الفقي" إدارة المكتبة حرص على توفير كل مقومات إنجاح المعرض.
وأضاف: "ظهر ذلك من خلال التوسع فى المشاركة العربية، وتوجهه نحو إصدار العديد من الكتب عن مدينة الإسكندرية، وعدد من الموسوعات العلمية والأكاديمية، لتكون المكتبة منارة علمية وثقافية عالمية"، مؤكدًا أن إقامته فى ظل "كورونا" هو تحدى كبير بعد تراجع النشر العربى بنسبه تتراوح من 50 إلى 75%، وتوقف 35% من دور النشر، ومشيرًا إلى أن الأمل فى صناع الثقافة فى الخروج من النفق المظلم الذى يعيشه الوطن العربي.
وعقب المؤتمر تجول "الفقي" والمشاركين أروقة المعرض للتعرف على دور النشر والمؤسسات المشاركة، ومن ثم فتحه أمام الجمهور.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة