تواصل الكنيسة الأرثوذكسية الاحتفال بعيد صوم السيدة مريم العذراء والذى بدأ 7 أغسطس، ويستمر لمدة 15 يوماً، حتى ينتهى 22 أغسطس الجارى، حيث يعتبر الصيام فيه من الدرجة الثانية مثل صيام الرسل وعيد الميلاد.
وتذخر كنائس مصر خلال فترة الاحتفال بصوم السيدة مريم العذراء بالعديد من الألحان والترانيم خلال القداسات، يأتى على رأسها ترنيمة "سلام سلام لك يا مريم" و سلامي أهديك يا مريم البتول فؤادى أضناه سراب وخمول"و ترانيم عن تمجيد القديسة مريم "يا أولاد مريم وافوا للسرور في شهر تكرّم من بين الشهور" و "يا مريم البكر فقتى الشمس والقمرا وكل نجم بأفلاك السماء سرى" و " يا مريم القديسة أنت رجاء العالم سلام.. سلام.. يا مريم" وترانيم عن طلب شفاعة السيدة مريم العذراء و" يا مريم دايمًا نناديك وكنيستنا بتعرفنا أنت هى الحمامة الحسنة يا شفيعة للبشرية" وترانيم عن عظمة السيدة مريم العذراء " يا مريم البكر فقتى الشمس والقمرا وكل نجم بأفلاك السماء سرى" و ترانيم عن العذراء الحزينة تحت الصليب " يا مريم نحن بنوك في خبائك نحتمي ونحٌيي في لقاك أُم فادينا العلي فهلمي لحمانا واسرعي نحو الغريق لا لنا الاٌ الرجاء ودعاك فى الشقاء إليك يا عذراء قد تهافتنا" وترانيم عن الصلاة للسيدة مريم العذراء مريم الشفيعة باللهجة اللبنانية " يا مريم يا أم الله إبنك بالمجد تجلّى إم الفادي وإم الكون وإم المسكونة كلها" وترانيم عن العذراء مريم النقية - زكريا – إشعياء " يامريم يا أم النور رب المجد إصطفاك يا جوهر غالى ومصون طوباك طوباك"، وترانيم عن العذراء مريم وحنانها "دخيلك يا عدرا دخيلك ناديلي هلّق لابكيلك أحزانى شمعة بضوّيلك بدموع الخاطي بلاقيلك" وترانيم عن الشفيعة المؤتمنة حمامة السلام بتباركى كل خطواتى "شفتك ياعدرا فى حياتى لما اصرخ لك فى صلواتى وعنيى بالروح شايفاك"
أيقونات السيدة مريم العذراء
تعتبر أيقونات السيدة مريم العذراء عديدة جداً، ولكن السيدة مريم العذراء بحسب التقليد الأرثوذكسي، لاتُرسم وحدها أبداً، بل هى دائماً مع السيد المسيح. ويتم تكريمها لأنها ترشد دائماً إلى ابنها.
وما يجمع بين أيقونات السيدة، أنها تحتوى غالباً على 3 نجوم: الأولى على هامة العذراء، والاثنتان الباقيتان على كتفيها. وتشير هذه النجوم بحسب التفسير الرمزى الشائع إلى أن السيدة كانت "قبل الولادة عذراء وفى الولادة عذراء وبعد الولادة عذراء".
وتركّز الأيقونة على أساسين هامين فى التعليم الأرثوذكسي يختصان بالعذراء مريم: هى "والدة الإله" و "الدائمة البتوليّة".
أول من رسم أيقونة للسيدة مريم العذراء
ويعتبر القديس لوقا ثالث الإنجيليين، وكاتب سفر أعمال الرسل، ورفيق القديس بولس فى أسفاره وكرازته وأتعابه أول من رسم أيقونة للسيدة مريم العذراء.
وارتبط القديس لوقا بالقديس بولس رسول الأمم بصداقة قوية، ففى سفر الأعمال أقلع الإنجيلى لوقا مع الرسول بولس من تراوس عقب الرؤيا التى أُعلنت لبولس ورأى فيها رجلًا مكدونيًا يقول له: "اعبر إلى مكدونيا وأعنّا" إلى ساموتراكى ثم إلى نيابوليس، ومن هناك إلى فيلبى".
وكان القديس لوقا طبيبًا، حيث كان قبل إيمانه بالمسيح يمارس مهنة الطب، هكذا يذكره بولس إلى أهل كولوسى "لوقا الطبيب"، لذا لا تعجب إن رأيناه فى إنجيله يظهر يسوع كطبيب للبشرية ومخلّص العالم، وكان رسامًا.
أيقونات القديس لوقا للسيدة مريم العذراء
ويذكر عن الأنجيلى لوقا بإنه رسم عدة أيقونات لوالدة الإله العذراء مريم بعد وبحسب التقليد المكتوب والشفهى فإن واحدة من الأيقونات التى رسمها الإنجيلى لوقا موجودة بدير سيدة صيدنايا البطريركى فى سوريا.
وتعود قصة أيقونة سيدة صيدنايا بسوريا للكاثوليك حيث وضعت فى أورشليم إلى أن عثرت عليها القديسة هيلانة مع ذخائر مقدسة أخرى كصليب المسيح.
ونُقلت اللوحة إلى القسطنطينية التى كانت خاضعة لحكم ابنها الإمبراطور قسطنطين الكبير، ومن ثمّ نقلتها القديسة هيلانة بنفسها إلى روما حيث عُلقت فى بازيليك القديسة مريم الكبرى التى تعتبر "أول مزار مكرس للعذراء مريم فى الغرب".
وفى عام 2000، أعلن البابا الراحل يوحنا بولس الثانى، بابا الفاتيكان، أن هذه الأيقونة شفيعةً لأيام الشبيبة العالمية، وإليها يتوجه البابا فرنسيس دوماً للصلاة في كل رحلة هامة يقوم بها أو للشكر ليها.
ويقال أنها ليست الأيقونة الوحيدة التى رسمها القديس لوقا الطبيب بل هناك الكثير من الأيقونات المنسوبة إليه منها وهى أيقونة (العجائبية) وهى موجودة الأن فى مقر دير العذراء مريم (السريان) للأقباط الأرثوذكس بمنطقة العزباوية فى وسط القاهرة، فضلاً عن أيقونة سيدة فلاديمير فى روسيا، وأيقونة القديسة مريم فى إمبرونيتا، فلورنسا (إيطاليا)؛ وسيدة القديس لوقا، بولونيا فى إيطاليا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة