قالت شبكة "سى إن إن" الأمريكية إن تدهور الوضع الأمنى فى أفغانستان بشكل أسرع مما توقع الرئيس جو بايدن وكبار مسئوليه فى الأمن القومى، قد ترك البيت الأبيض يسارع لتجنب التأثيرات الأسوأ لاستيلاء طالبان، مشيرة إلى أن هذا التدهور يهدد بتلطيخ إرث بايدن.
وأطلقت إدارة بايدن سلسلة من التحركات الدرامية يوم الخميس لتعزيز كابول والسماح بالخروج الآمن لعدد كبير من الأفراد فى السفارة الأمريكية هناك، بعدما أصبح واضحا لمسئولى الإدارة أن الانهيار الوشيك للحكومة الأفغانية والتداعيات على مواطنيها يهدد بأن يصبح وصمة عار دائمة على إرث بايدن فى السياسة الخارجية. وقد أعلن البنتاجون أنه سيتم نشر 3 آلاف من القوات للمساعدة فى إجلاء الأفراد من السفارة ليقتصر على الوجود الدبلوماسى الأساسى فقط. وذكرت شبكة "سى إن إن" أن الولايات المتحدة تدرس نقل سفارتها إلى مطار كابول.
وبرغم كل ذلك، فإن بايدن لم يعيد التفكير فى قراره بالانسحاب. وقال المسئولون وأكدوا فى وقت السابق هذا الأسبوع أن على الأفغان أن يخوضوا معركتهم بأنفسهم. لكن بعض المسئولين يعرفون أن الانهيار السريع للبلاد يمكن أن يضر إرث بايدن فى السياسة الخارجية، مع زيادة المخاطر للدبلوماسيين الأمريكيين فى كابول وتداعيات حقوق الإنسان لترك النساء والفتيات يعانون تحت حكم طالبان إلى جانب فراغ السلطة داخل أفغانستان الذى يمكن أن يسمح بازدهار الإرهاب مجددا.
كما أنهم يستعدون أيضا لانتشار فظائع طالبان بشكل متزايد فى المشهد العام فى ظل تدهور محادثات السلام.
وتقول "سى إن إن" إن المخاوف لا تنبع بالضرورة من القلق من رد فعل سياسى عنيف. فقد أشار عدد من المسئولين إلى أن قرار إعادة القوات الأمريكية إلى بلادهم يظل يحظى بشعبية هائلة، ولفت أحد المسئولين إلى الكراهية الداخلية المستمرة للحرب. كما يعتقد البيت الأبيض أيضا أن لديه كبش فداء فى الرئيس السابق دونالد ترامب. حيث يشير العديد من المسئولين إلى أن الاتفاق الذى أبرمه ترامب مع طالبان العام الماضى لسحب كل القوات الأمريكية وقوات التحالف من أفغانستان بحلول الأول من مايو، لم تترك للإدارة الجديدة خيارا سوى الانسحاب خشية أن تنجر القوات الأمريكية إلى حرب كبرى مع الحركة المتشددة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة