حياة المصريين.. مصر فى عصر مرنبتاح البحث عن الخصوصية

الجمعة، 13 أغسطس 2021 03:00 م
حياة المصريين.. مصر فى عصر مرنبتاح البحث عن الخصوصية  موسوعة مصر القديمة الجزء السابع
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نواصل الحديث عن حياة المصريين الممتدة فى التاريخ القديم ونتوقف مع موسوعة مصر القديمة لعالم المصريات الشهير سليم حسن ونقرأ معا الجزء السابع الذى يأتي بعنوان " عصر أسرة مرنبتاح ورعمسيس الثالث ولمحة في تاريخ لوبية".

يقول سليم حسن فى التمهيد:

وصل البحث فى الجزء السابق من تاريخ أرض الكنانة إلى نهاية عصر "رعمسيس الثانى" المنقذ العظيم لبلاده من محنتها فى الداخل، والمعيد لمجدها وسلطانها فى الخارج، بين أمم العالم المتمدين آنذاك. 

 

غير أن يقظة الأمم المجاورة لمصر فى نهاية حكم هذا العاهل الذى امتد قرابة ثلاثة أرباع قرن، أنهك فيه مالية البلاد بمبانيه العظيمة وحروبه الطويلة، ثم تولى ابنه "مرنبتاح" من بعده عرش البلاد فى سن ذهب عنه فيها شرخ الشباب وأصبح ينوء تحت عبء الشيخوخة، مهد للطامعين ممن حوله من الأمم المجاورة وغيرها فى أرض مصر سبلهم، وسهل عليهم بلوغ مآربهم.
 
 ولا عجب إذن فى أن نرى اللوبيين الذين كانوا جيران مصر منذ عهد ما قبل التاريخ يقومون بالزحف على الحدود المصرية بالتسرب إليها تارة، وبالتهديد والغزو تارة أخرى، وتدل الوثائق التاريخية التى فى متناولنا على أن علاقة مصر فى عهود ما قبل التاريخ بلوبيا كانت علاقة وثيقة، لدرجة أن المصرى نفسه لم يكن يميز ذلك الشريط الضيق من الأرض الزراعية الذى كان يربط بلاده بجارتها لوبيا، وكذلك كانت الحال فى أعين اللوبيين، فلم يكن فى استطاعة لوبى أن يميز الحد الفاصل بين بلاده وبين مصر.
 
وقد دلت البحوث على أن الثقافة المصرية كانت تضرب بأعراقها فى ثقافة أفريقيا وتقاليدها، وأن العلاقات الظاهرة بين البلدين ترجع إلى أصل أفريقي. 
ويُعْزَى ذلك بطبيعة الحال أولًا إلى الأطوار التى كان لها ارتباط وثيق بحياة القوم الروحية منذ أقدم العهود من حيث الدين واللغة والجنس، وهى عناصر لها أثرها الفعال فى تقدم القوم ونموهم، وقد دلت البحوث على أن كل العناصر الأصلية كانت أفريقية النبعة فى الأعم، وبذلك لعبت مصر بجوارها المباشر لبلاد لوبيا غربًا دورًا هامًّا فى تاريخها يشبه الدور الذى لعبته فى بلاد السودان جنوبًا.
 
ومنذ منتصف الألف الرابعة قبل الميلاد تطوَّر موقف مصر هذا بالنسبة لجيرانها من أساسه؛ إذ قد أغلقت الحدود التى كانت مفتحة بينها وبين البلاد الغربية منها، ومن ثم ابتدأ عصر انفصال مصر عن البلاد القريبة المجاورة لها، وكذلك ابتدأ عصر ثقافة مصرية قائمة بذاتها خلافًا للعصر السابق الذى كانت تُعدُّ فيه جزءًا من الثقافة الأفريقية أو نوعًا منها، وقد فصلنا القول فى تطور الأحوال بين مصر والقبائل المجاورة لها من جهة الغرب منذ بداية عصر التاريخ حتى نهاية عصر "رعمسيس الثالث".









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة