أعمال نقل مركب خوفو الأولى، التى تمت بنجاح كبير بأيدٍ مصرية خالصة، وبأحدث الطرق العلمية، وهو الحدث الذى لم يتكرر فى التاريخ مرة أخرى، وقد تناولنا فى مقال سابق ذلك الموضوع، ولكن نظرًا إلى أهميته ورد الفعل العالمى على هذا الحدث التاريخى والفريد من نوعه، يجب أن نتحدث عنه مرارًا وتكرارًا.
حدث نقل المركب ليس بأمر سهل نهائيًا، وقد استغرق عامًا كاملًا حتى يتم وضع الدراسة الهندسية والاطمئنان حتى يتم نقل المركب بسلام إلى مكان عرضه فى المتحف المصرى الكبير، وهى من العمليات الصعبة التى أقدم عليها صاحب فكرة نقل المركب اللواء عاطف مفتاح، المشرف العام على مشروع المتحف المصرى الكبير والمنطقة المحيطة، والذى بدأ فى التفكير بجدية بها منذ عام 2019، والغرض كان إزالة التشويه البصرى لمبنى المركب الذى يبلغ عمره أكثر من 40 عامًا، من أمام الضلع الجنوبى لهرم خوفو.
وتم التخطيط للعمل بكل دقة حتى جاءت ساعة الصفر، والتى سبقها أوقات من القلق رغم التحضيرات والتجهيزات والبروفات التى تمت، ولكن طبقًا للمثل الشعبى "اللى إيده فى المية مش زى اللى إيده فى النار"، وهنا أتذكر مكالمتى للواء عاطف مفتاح قبل أعمال النقل بساعات قليلة، رغم ثقته بنفسه فى تطبيق نظريته التى بذل جهد كبير حتى تم بنجاح باهر وبشهادة العالم أجمع، فإنه كان يحمل بداخله مسئولية كبيرة للغاية كونه سينقل أحد أبرز الاكتشافات الأثرية فى القرن العشرين، بالأمر لا يبدو هينًا، ولكنها مسئولية كبيرة ولا أبالغ فى أن أقول إن هذه العمل هو عملية انتحارية كبيرة، ولكن بالعلم والعمل المتميز تحقَّقت المعجزة فى نقل أكبر أثر عضوى فى التاريخ، وهى لحظة لن يراها العالم مرة أخرى.
ويجب على القائمين على تلك اللحظة الباهرة فى تسجيل وتوثيق ما تم إنجاز من أول الفكرة مرورًا بعرضها على القيادة السياسية التى وضعت الأمر محط اهتمامه وحتى نجاح نقل المركب إلى المتحف المصرى الكبير، فى رسائل علمية "ماجيستير/ دكتوراه" حتى يستطيع كل الباحثين الاطلاع عليها سواء من داخل أو خارج مصر، ونشرها فى مجالات علمية حتى يرى العالم ما قام به أحفاد الفراعنة.. تحيا مصر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة