جدل واسع أثاره مقطع فيديو ليوتيوبر سوري وزوجته، يدعيان "سيامند وشهد"، زعم خلاله إقامة حفل الكشف عن جنس الجنين، برفقة زوجته، من خلال إضاءة أهرامات الجيزة، حيث ظهر في الفيديو اكتساء الأهرامات باللون الأزرق، مع احتفال "اليوتيوبر" سيامند وزوجته شهد وأصدقائهما بنوع الجنين "ذكر".
وتضمّن الفيديو ظهور "اليوتيوبر" مع زوجته، وهما يزعمان من خلاله التجهيز لهذا الأمر على مدار أيام طويلة ليكونا أول شخصين في العالم يعلنان جنس مولودهما المنتظر من هذا المكان الأثري، ليثير الأمر جدلا واسعا عبر منصات التواصل الاجتماعي المختلفة، وبعدها ظهر سيامند وزوجته كأنهما أمام أهرامات الجيزة بصحبة أصدقاء، مؤكدين شعورهما بالحماسة الشديدة، ثم ظهرت الأهرامات كأنها تضيء بمختلف الألوان حتى استقرت على اللون الأزرق، في إشارة إلى أنّ الجنين "ذكر".
جدل كبير بسبب "سيامند وشهد"
وتسببت تلك الواقعة في إحداث جدل واسع بين رواد مواقع التواصل، مبدين دهشتهم وتعجبهم من إتاحة إضاءة الأهرامات لليوتيوبر وزوجته، إذ استنكر بعضهم ما حدث، موجهين اللوم لمن سمح لهما بذلك، مؤكدين بأنه يقلل من قيمة المكان كأثر وأن الأهرامات ستصبح "مشاعا" ومزاراَ سياحيا "مستباحاَ" لأغراض شخصية.
واقعة عارضة الأزياء "سلمى الشيمى"
تلك الواقعة أيضاَ تذكر بما حدث في ديسمبر 2020 وهى واقعة عارضة الأزياء سلمى الشيمى، حول ما قامت به من عمل "فوتوسيشن" داخل منطقة سقارة الأثرية، حيث "قامت الدنيا ولم تقعد" حينها حيث وصف رواد مواقع التواصل الاجتماعي "الفوتوسيشن" بالخارج والمستفز والخادش للحياء، بينما رأى آخرون أن هذا الأمر يشوه الحضارة المصرية، وأمرت النيابة الكلية بالجيزة، بإخلاء سبيل سلمى الشيمي والمصور الخاص بها، بكفالة 500 جنيه لكل منهما، بتهمة التصوير دون تصريح في المنطقة الأثرية بسقارة.
واقعة "أندرياس هيفيد" فوق سفح الهرم
وفي ديسمبر 2018 – كانت الواقعة الأكثر جدلاَ المتعلقة بنشر المصور الدنماركي "أندرياس هيفيد"، فيديو له مع صديقته يتسلقان الهرم الأكبر "خوفو" بالجيزة، للوصول إلى قمته، وتصوير مشاهد وصور جنسية، ما أثار ردود فعل غاضبة على مواقع التواصل الاجتماعي، وبسببه أيضاَ "قامت الدنيا ولم تقعد"، خاصة بعد أن خرج "أندرياس" عبر قناته الشخصية على "يوتيوب"، وكشف خلاله كيف تسلق والتقط صورة حاكى بها ممارسة الجنس على قمة الهرم.
مثل هذه الوقائع طرحت معها العديد من التساؤلات المتعلقة بضوابط وشروط التصوير داخل الأماكن السياحية والعقوبات المقررة جراء مخالفة تلك الضوابط، خاصة وأن الدولة المصرية تكرس كافة الجهود والإمكانيات في الأماكن الحضارية والسياحية وتذليل العقبات أمام السائحين من شتي بقاع الأرض سواءً من العرب أو الأجانب، إلا أن هناك تصرفات شاذة وسلوكيات فردية تخرج عن إطار القواعد المنظمة وتصل أحيانا لدائرة التجريم وحتى نكون منصفين فإن الامر لا يتعلق بالأجانب والسائحين فقط بل ومن مصريين في أحيان كثيرة.
الخبير القانونى محمد ميزار
عقوبة التصوير فى المناطق الآثرية دون تصريح
من جانبه – يقول الخبير القانوني والمحامى بالنقض محمد ميزار – أن هناك سائحين تسللوا لمنطقة الأهرامات وتسلقوا الهرم الأكبر، وقاموا بنشر تلك الفيديوهات واتخذ صدهم إجراء بمنع دخولهم مصر نهائيا ، لافتا إلى واقعة "سلمي الشيمي" فتاة الفوتوسيشن التى أثارت جدلا واسعا خلال الفترة الماضية.
وأضاف: أبرز الوقائع حاليا واقعة اليوتيوبر السوري "سيامندي وزوجته" الذي قام بعمل فيديو من داخل منطقة الاهرام وتحديدا من على مسرح الصوت والضوء وإعلانه عبر قناته علي اليوتيوب والتي تخطت عدد متابعيها عشرة ملايين شخص، وهذا الأمر لم تشهده المنطقة الأثرية علي مدار التاريخ ومختلف العصور أن تخصص لشخص بعينه لإقامة احتفال.
وبحسب "ميزار" في تصريح لـ"اليوم السابع" - وهذا الفعل هو مدرج في قانون حماية الآثار ويمثل جريمة طبقا لنص المادة 45 مكرر من القانون 117 لسنة 1983 والمعدل بالقانون رقم 20 لسنة 2020 والتي تنص علي: يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن شهر وبغرامة لا تزيد عن 100 الف جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين كل من قام بأي من الفعلين الآتيين:
1-تواجد بإحدى المواقع الأثرية أو المتاحف دون تصريح بذلك.
2-تسلق أثرًا دون الحصول علي ترخيص بذلك.
ووفقا لـ"ميزار" - وهو ما يجعل تلك الواقعة مدرجه تحت البند "1" وهو التواجد بأحد المواقع الأثرية بدون تصريح مستخدما التصوير بتقنية الفيديو ثم نشرها علي حسابه لأغراض تجارية.
آما فيما يتعلق بالتصوير داخل المناطق الأثرية بعمل اعلاني أو سينمائي أو فيديو أو نقل حصري لاكتشافات آثرية أو حوارات وندوات ثقافية، فهناك أسعار خاصة حددتها وزارة السياحة والأثار للتصوير في الاماكن الأثرية بعد تعديل لائحة المجلس الأعلى للآثار، ما يعني إن هناك تصاريح تمنح حول اي محتوي يتم تصويره آو تسجيله بأي تقنية كانت ورسوم يتم تحصيلها علي هذا الامر، وهناك ضوابط وشروط وضمانات التصوير داخل المناطق الأثرية، حيث إنه يجب أن يتم التقدم بطلب للتصوير داخل المنطقة، ثم الاطلاع على جميع جوانب الموضوع، من حيث مكان التصوير، والملابس التى سيتم ارتداؤها خلال جلسة التصوير، أمًا فيما يتعلق بتخصيص اثرا من الآثار المصرية لإقامة حفل خاص لشخص بعينه فهو أمر مخالف ولا توجد تصاريح تبيح ذلك الفعل.
شروط وضوابط التصوير فى الأماكن السياحية
وأما عن شروط وضوابط التصوير في الأماكن السياحية يقول الخبير القانونى والمحامى محمد الصادق: تتيح وزارة الآثار التصوير التجاري (سينمائى وتليفزيونى وفوتوغرافى) بالمواقع الأثرية والمتاحف من خلال باقات متنوعة "يومية - أسبوعية – شهرية" للمصريين والأجانب مع الالتزام بالضوابط والقواعد الخاصة بلائحة التصوير التى أقرها المجلس الأعلى للآثار، فعندما يتم تقديم طلب للتصوير داخل المنطقة، يجب الاطلاع على جميع جوانب الموضوع، من حيث مكان التصوير، والملابس التى سيتم ارتداؤها خلال جلسة التصوير.
ويُضيف "الصادق" فى تصريح خاص، ينص القانون على: "أن كل من يوجد بإحدى المناطق الأثرية أو المتاحف دون تصريح بذلك، أو كل من يتسلق أثراً دون الحصول على إذن، يعرّض نفسه لعقوبة الحبس مدة لا تقل عن شهر، وبغرامة تصل إلى 100 ألف جنيه، أو بإحدى هاتين العقوبتن"، ونستعرض شروط وأسعار التصوير بالمناطق الأثرية وفقا للائحة التنفيذية لقانون حماية الآثار.
الخبير القانونى محمد الصادق
- تتيح وزارة الآثار التصوير التجارى "سينمائى وتليفزيونى وفوتوغرافي" بالمواقع الأثرية والمتاحف من خلال باقات متنوعة "يومية، أسبوعية، شهرية" للمصريين والأجانب، مع الالتزام بالضوابط والقواعد الخاصة بلائحة التصوير التى أقرها المجلس الأعلى للآثار.
- تبلغ قيمة التصوير الفوتوغرافى للمقابر المغلقة 2000 جنيه للمصريين فى اليوم الواحد، بعد موافقة السلطة المختصة، وللأجانب 3000 جنيه فى اليوم الواحد بعد موافقة السلطة المختصة، على أن يكون التصوير "دون فلاش".
- الرسوم المقررة للتصوير الفوتوغرافى بالمقابر، ما عدا مقابر نفرتارى وتوت عنخ آمون وسيتى الأول للمصريين 1000 جنيه للمقبرة الواحدة لليوم، بالإضافة لثمن التذكرة لكل فرد، وللأجانب 1500 جنيه للمقبرة الواحدة لليوم، بالإضافة لثمن التذكرة لكل فرد بعد موافقة السلطة المختصة، على أن يكون التصوير دون فلاش.
- التصوير الفوتوغرافى بمقابر نفرتارى وتوت عنخ آمون وستى الأول، تبلغ قيمة رسومه المقررة للمصريين 2000 جنيه للمقبرة الواحدة فى الساعة، بالإضافة لسعر التذكرة، وللأجانب 3000 جنيه للمقبرة الواحدة فى الساعة، بالإضافة لسعر التذكرة بعد موافقة السلطة المختصة ويكون التصوير دون فلاش.
- تبلغ رسوم التصوير الفوتوغرافى بالمتاحف 50 جنيهًا بالإضافة إلى سعر تذكرة الدخول على أن يكون التصوير دون فلاش.
- رسوم التصوير الفوتوغرافى للآثار الغارقة، فوق الماء تبلغ 250 جنيهًا لليوم الواحد وفى موقع واحد، وتحت الماء 500 جنيه لليوم الواحد وفى موقع واحد.
- تبلغ رسوم التصوير الفوتوغرافى بقصر ألكسان بأسيوط فى أثناء مواعيد العمل الرسمية 500 جنيه، بالإضافة إلى 150 جنيهًا لصندوق رعاية العاملين وبعد مواعيد العمل الرسمية 1000 جنيه، بالإضافة إلى 150 جنيهًا لصندوق رعاية العاملين.
- بينما تبلغ رسوم التصوير الفوتوغرافى بحديقة قصر البارون فى أثناء مواعيد العمل الرسمية 500 جنيه، بالإضافة إلى 150 جنيهًا لصندوق رعاية العاملين وبعد مواعيد العمل الرسمية 1000 جنيه، بالإضافة إلى 150 جنيها لصندوق رعاية العاملين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة