يبدو أن اختيار إنهاء الحياة عمدا فى قتل نفسه كان اختيارا أخيرا لعدد من أهل الفنانين، بالشكل الذى جعل البعض يطلق على الانتحار "طريقة الموت المحببة" للمبدعين، فما الذى يجعل العديد من المثقفين والفنانين يتجهون إلى فكرة الانتحار وإنهاء حياتهم عمدا، رغم ما يظهر للجمهور من وجود هؤلاء فى حياة سعيد مرفهة؟، وما هى الأسباب التى تجعل عددا ليس بالقليل من المبدعين يقرر ينهى حياته فجأة؟
وتمر اليوم الذكرى السابعة على رحيل الفنان الأمريكى، روبن ويليامز، إذ انتحر فى 11 أغسطس، هو ممثل وكوميدى أمريكى حاصل على جائزة الأوسكار عن فيلم غود ويل هانتينج (1997) فى حفل توزيع جوائز الأوسكار السبعون فى مارس عام 1998 من بين أربع ترشيحات نالها للجائزة المرموقة.
فى صيف 2012، كتب النجم الأمريكي، روبن وليامز، ملاحظة على الغلاف الداخلى لكتابه 12 خطوة "Twelve Steps"، كانت مجرد جملة قصيرة توضح بالتفصيل ما كان يأمل أن يقوم بفعله، كتب وليامز، "أريد أن أساعد الناس على أن يكونوا أقل خوفًا"، بعد ذلك بعامين، مات روبن وليامز، منتحرًا عن عمر يناهز 63 عامًا، وكانت نهاية مأساوية مؤلمة لحياة رائعة.
الدكتور أحمد عكاشة، أستاذ علم النفس بجامعة عين شمس، رئيس الجمعية المصرية للطب النفسى، حاول الإجابة عن ذلك من خلال كتابه "الطريق إلى السعادة"، مشيرا إلى الحقيقة العلمية من وجهة نظره، تعتد على أبعاد ثلاثة تكون السبب فى ذلك، الأولى هى الصورة الذاتية وهى ما يعتقده الشخص عن نفسه عندما يخلو لذاته وينقب فى دخائله، والثانية كانت الصورة الاجتماعية وهى تحدد نظرة المجتمع والناس إلى هذه الشخصية، كيف ينظرون إليه ويقيمون صفاتها؟ الثالثة كانت الصورة المثالية وهى الصورة التى يحلم الإنسان بالوصول إليها ويكافح من أجل تحقيق ذلك.
وبالتوافق بين هذه الصور الثلاث وهو أحد أبعاد الصحة النفسية، ونظرنا إلى مارلين مونرو كمثال نجد أنها نجحت واشتهرت وتعددت علاقاتها وتزوجت من لاعب بيسبول ثم الكاتب المسرحى الشهير والمثقف العالمى أرثر ميلر، كما استطاعت أن تصل فى فترة بسيطة إلى نجاح كبير، ويبدو أن الصورة الاجتماعية وهذا النجاح الباهر لو يوفرا لها الصحة النفسية، فقد ألغت الصورة الذاتية، فكان مطلوب منها أن تظهر باستمرار فى الصورة الاجتماعية المرسومة والمحددة وتظهرها كملكة متوجة على عرش الجاذبية والجنس.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة