عادت قضية استقلال إقليم كتالونيا عن إسبانيا من جديد لاثارة الجدل ، بعد أن قامت الحكومة الإسبانية بالعفو عن 9 من القادة الانفصاليين لكتالونيا ، مما شجع الرئيس الكتالونى الحالى بيرى أراجونيس على اعلان الحوار على الاستقلال فى سبتمبر القادم، فى الوقت الذى صرح فيه رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانتشيز بأنه "لن يقبل اى استفتاء حول تقرير المصير مرة آخرى".
جاء ذلك بعد نحو أربعة أعوام من محاولة انفصال الإقليم والتي اعتبرت إحدى أسوأ الأزمات السياسية التي شهدتها إسبانيا في العقود الأخيرة.
رئيس حكومة اسبانيا مع الرئيس الكتالونى
وقال سانتشيز فى مواجهة تطلعات المستقلين الكتالونيين أنه لن يكون هناك استفتاء تقرير المصير فى كتالونيا مرة آخرى ، وقال "حزب العمال الاشتراكى لن يقبل أبدا "، واعرب عن رفضه هذا الاحتمال في مثوله أمام الجلسة العامة للكونجرس ، حيث أوضح أسباب العفو لتسعة من القادة المؤيدين للاستقلال، وقال "لن يكون هناك استفتاء على تقرير المصير ما لم يتمكن من يدافعون عنه من إقناع ثلاثة أخماس هذا المجلس بتعديل المادة 2 من الدستور ويصادق الإسبان على هذا التغيير عن طريق الاستفتاء. والحزب الاشتراكى العمالى لن يقبله أبدًا "، حسبما قالت صحيفة "لاراثون" الإسبانية.
ومن ناحية آخرى ، فقد اختار بيرى أراجونيس ، رئيس كتالونيا الحالى ، الحوار مع الحكومة الإسبانية ، وقال إن "استئناف الحوار حول النزاع السياسي بين الحكومتين" سيتم في الأسبوع الثالث من سبتمبر في برشلونة، وبذلك، يكون رئيس كتالونيا الجديد قد أضفى طابعا رسميا على استئناف المفاوضات، موضحا أنها ستتناول موضوعات عدة مثل "البنى التحتية والصناديق الأوروبية واستثمارات" الدولة المركزية في الإقليم.
وبدأ قادة الاستقلال الكاتالوني التسعة ، السجناء الذين عفتهم الحكومة الإسبانية عنهم ، في مغادرة السجون التي كانوا يقضون فيها عقوبات ، بعد أن أمرت المحكمة العليا بالإفراج عنهم بعد سنوات قضوها في السجن لإدانتهم بتهم تتعلق بـ"التمرد والتحريض وإساءة استخدام الأموال العامة"، على خلفية قيامهم قبل ثلاثة أعوام ونصف العام بتنظيم استفتاء بهدف تحقيق انفصال إقليم كتالونيا عن إسبانيا.
وكانت مدريد قد أعلنت موافقتها على العفو عن 9 من زعماء إقليم كتالونيا الانفصاليين المعتقلين، وقال سانتشيز في سياق دفاعه عن العفو أمام البرلمان: إن" الحكومة اتخذت القرار لأنه الأفضل بالنسبة لكتالونيا وإسبانيا، ونأمل في فتح حقبة جديدة من الحوار ومدّ جسور جديدة" على حد تعبيره.
ورفع زعماء الاستقلال لافتة تحمل كلمات "الحرية من أجل كتالونيا" فور استقبالهم خرج السجن من قبل مناصريهم.
احد القادة الكتالونين الانفصاليين
كتالونيا هي ثاني أكثر مناطق الحكم الذاتي اكتظاظًا بالسكان من بين 17 منطقة حكم ذاتي في إسبانيا. تقع في الشمال الشرقي من شبه الجزيرة الأيبيرية ، ويبلغ عدد سكانها أكثر من 7 ملايين ونصف المليون نسمة الذين يعيشون في المقاطعات الأربع التي تتكون منها: برشلونة وجيرونا ولييدا وتاراجونا. تجمع مدينة برشلونة ومنطقتها الحضرية ثلثي سكان كتالونيا.
ويتفرد سكان إقليم كتالونيا عن بقية سكان إسبانيا بعلم ونشيد وطني ولغة خاصة اهتموا بالمحافظة عليها، وهوية تميزهم عن غيرهم من الإسبان.
وكان يحكم المنطقة ائتلاف بين "اليسار الجمهوري" المنادي بالانفصال عن مدريد و"معا من أجل كالونيا" المعتدل والداعم لسانتشيز في البرلمان الإسبانى.
ومن ناحية آخرى ، فقالت مجلة بوليتيكو إن الشكوك بدأت تراود شباب كتالونيا حيال الاستقلال.
وقالت المجلة إنه اذا استمر فى هذا الاتجاه فسيكون ذلك بمثابة نهاية لحركة الاستقلال ، وكانت نسبة التأييد للاستقلال بين الأشخاص الذين تتراوح بين 18 و24 عاما فى الإقليم 60% حتى 2014، وتظهر الاستطلاعات الآن انه انخفض إلى 39% بين نفس المجموعة ، ولم يعد بإمكان قادة الحركة اعتبار دعم الشباب الكتالونى لهم أمر مسلم به.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة