صدر عن دار العربي للنشر والتوزيع، كتابًا جديدًا للدكتور «محمد محمود مهدي»، بعنوان (السنوات السِّمان: العلاقات الأمريكية – الإيرانية .. التقارب الاستثنائي)، ويعرض الكتاب في معرض القاهرة الدّولي للكتاب في دورته الـ52.
ويسلّط (السنوات السِّمان) الضوء على فترة التقارب الاستثنائي بين أمريكا وإيران، في عهد الرئيس الأمريكي «باراك أوباما»، وذلك بتحليل وتفكيك الأسباب الكامنة وراء حدوث ذلك التقارب في العلاقات بين البلدين الخصمين، ببيان دوافع وأسباب حدوثه ووسائل تنفيذه ورصد وتحليل مؤشرات تطوره، ومن ثمّ بيان مدى أثره على اتساع حجم النفوذ الإيراني في المنطقة، أو على صعيد الدول المحورية فيها.
ويعد الكتاب، كاشفًا لثماني سنوات من التقارب الاستثنائي في تاريخ العلاقات بين أمريكا وإيران؛ تخللها تمرير الاتفاق النووي في يوليو2015م، الذي ظل لأكثر من عشر سنوات حبيسًا للمفاوضات والمداولات بين إيران والغرب، ورغم انسحاب الولايات المتحدة منه في مايو2018م وتصدع بنيانه، يظل الاتفاق الأكثر تجسيدًا لحالة تقارب بين دولتين في حالة صراع ممتد، وتخللها أيضًا صعودًا إيرانيًا ملموسًا في العديد من ملفات منطقة الشرق الأوسط؛ بأن أصبحت طهران لاعبًا جيوسياسيًا يظهر تأثيره جليًا على مناطق عدة خارج حدودها الجغرافية، وكذلك عنصرًا مؤثرًا في إعادة توازن الإقليم على نحو عضد أكثر من دورها ومكانتها في المعادلة الإقليمية.
وينقسم الكتاب، إلى فصول أربعة، تحاول بناء نموذجٍ معرفي حول العلاقات بين أمريكا وإيران في ظل إدارة الرئيس «أوباما»، وما ترتب عليها من آثار عدة على منطقة الشرق الأوسطـ؛ إذ يأتي الفصل الأول؛ كمدخل تمهيدي لإلقاء الضوء على التفاعلات بين البلدين قبل تولي الرئيس «باراك أوباما» الحكم، وذلك في محاولة للتعرف على دوافع وملامح التباعد والعداء بين الطرفين، وكذلك الأبعاد والعوامل المؤثرة في سريان شكل العلاقة الثنائية بينهما.
ويأتي الفصل الثاني؛ ليسلط الضوء على فترة السنوات الثمانية (إدارة الرئيس «باراك أوباما»)، التي شهدت تقاربًا أمريكيًا إيرانيًا لم يحدث بين البلدين لأعوام ممتدة، وذلك من خلال مباحث ثلاثة؛ يحاول الأول منها، الوصول إلى الدوافع والأسباب التي دفعت بالإدارة الأمريكية إلى إحداث تغير إيجابي في العلاقات مع إيران، فيما يستعرض الثاني، الوسائل والمسارات التي اتبعتها الإدارة الأمريكية لإتمام التقارب مع قادة إيران سواء من خلال الخطاب السياسي أو التعامل مع البنية الحاكمة في إيران أو من خلال توظيفها لآليات العقوبات الاقتصادية دون الإضرار بمصالح القوى الدولية الأُخرى لاسيما روسيا والصين، أما المبحث الثالث، فيتناول كيفية تعاطي النخبة الحاكمة في إيران مع سياسة التقارب الأمريكي.
فيما يُقدم الفصل الثالث؛ صورة كاملة حول الأثر المباشر لحالة التقارب بين أمريكا وإيران؛ وهو الاتفاق النووي بين إيران ومجموعة(5+1)، كونه يأتي كأبرز المؤشرات الدالة على حالة التقارب الأمريكي مع إيران ومن أهم نتائجها؛ وذلك ببيان أثر الحضور الأمريكي المباشر وبلا وسطاء على سير المفاوضات، وجوهر ومضمون الاتفاق ومراحل تنفيذه وما ترتب عليه من التزامات وما أعقبه من فرص وتحديات عدة بالنسبة لإيران.
ويأتي الفصل الرابع والأخير، للبحث في المكتسبات الإيرانية في إطارها الجغرافي ببيان الآثار المترتبة عن حالة التقارب الأمريكي- الإيراني في منطقة الشرق الأوسط.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة