تبدأ أوروبا ترى الضوء فى نهاية النفق المظلم، حيث تبدأ الدول الأوروبية فى إزالة القيود الخاصة بفيروس كورونا، مع التأكيد على أهمية الالتزام بالكمامة والمسافات الاجتماعية حتى يتم تحصين 70% من السكان.
وفى إيطاليا، تسرع تقدمها التدريجى نحو الوضع الطبيعى بشكل كامل، واعتبارا من الإثنين الماضى، هناك اثنين من كل ثلاثة إيطاليين فى المنطقة البيضاء، وبذلك فقد تم إلغاء جميع القيود تقريبا التى كانت مفروضة للحد من انتشار فيروس كورونا.
وأشارت صحيفة "المساجيرو" الإيطالية، إلى أنه تم إلغاء حظر التجول، والذى كان تم تحديده فى الساعة الحادية عشر مساء، كما قامت الحكومة الإيطالية بإلغاء القيود المفروضة على عدد رواد المطاعم، وأعادت فتح حمامات السباحة الداخلية والمنتجعات والمعارض والمؤتمرات والمراكز الثقافية.
وأكدت الصحيفة، أنه تم إعادة فتح المراقص، التى تم إغلاقها منذ حوالى 15 شهرًا، وأماكن السهر الليلية، على الرغم من استمرار حظر الرقص فى الداخل، يمكنك فقط الاستماع إلى الموسيقى وتناول الطعام أو الشراب. هذا الأسلوب لم يحبه فى قطاع الترفيه الليلي، الذى ضاعف فى الأسابيع الماضية الضغط على الحكومة لإعادة فتح أبوابها بالكامل.
وفى المناطق البيضاء، يتم الحفاظ على حظر تكوين الحشود والالتزام بالحفاظ على مسافة بين الأشخاص، واستخدام القناع دائمًا فى الداخل والخارج، عندما لا يمكن ضمان مسافة الأمان.
وفى إسبانيا، ألغت العاصمة مدريد إغلاق المحيط، وحظر التجول لكنه حافظ على القيود فى المجالات الصحية الأساسية، وتوصى وزارة الصحة بأن تقتصر المشاركة فى مجموعات من الأشخاص لتطوير أى نشاط أو حدث ذى طبيعة عائلية أو اجتماعية أو ترفيهية، سواء على الطرق العامة أو فى الأماكن العامة، على ستة أشخاص كحد أقصى، الناس إلا فى حالة المتعايشين.
وفى مدريد، يتم أيضًا الحفاظ على الاستخدام الإلزامى للكمامة، وذلك حتى يتم الاعلان عن خلعها فى نهاية يوليو أو بداية أغسطس.
وفى فرنسا، قال جيروم سالومون، المدير العام للصحة فى الدولة الأوروبية، إن الأقنعة الطبية قد لا تكون إلزامية فى الهواء الطلق فى فرنسا اعتبارًا من يوليو، عندما يتم رفع معظم القيود الصحية.
وتستعد فرنسا لتطبيق المرحلة الأخيرة من التفكيك هذا الشهر فى 30 يونيو، سيتم رفع حظر التجول الحالى الساعة 11 مساءً بالكامل وستكون جميع الأماكن الخاصة والعامة قادرة على العمل دون قيود على الساعات.
وطلب مدير الصحة من الجمهور الفرنسى مزيدًا من الصبر قبل السفر إلى الخارج هذا الصيف، وقال "إذا سارت الأمور على ما يرام، فسنرفع عددًا معينًا من القيود فى 30 يونيو، إذا سمحت الظروف بذلك".
وأضاف أنه فى الداخل وفى الأماكن المغلقة، ستظل الكمامة إلزامية، نظرًا لأن "هناك العديد من المخاطر الأخرى"، ومع ذلك، لن تكون إلزامية فى الهواء الطلق اعتبارًا من 1 يوليو فى تركيزات كبيرة، وسيتم الحفاظ على القواعد الاجتماعية. وأضاف المسؤول أن التباعد والنظافة.
منذ الأسبوع الماضي، عندما رفعت المرحلة الثالثة من الإغلاق وتأخر حظر التجول، كافحت السلطات لفرض قيود على الكمامات والحد من التجمعات الكبيرة، فى باريس، اضطرت الشرطة للتدخل فى ثلاث ليال، من 11 إلى 13 يونيو، لتفريق آلاف الشباب الذين ليس لديهم أقنعة، الذين انتهكوا حظر التجول.
تحذيرات من التراخى مع الفيروس
حذرت المفوضة الأوروبية للصحة وسلامة الغذاء، ستيلا كيرياكيدس، أمس الثلاثاء من أن أوروبا "لم تخرج بعد من الخطر" فيما يتعلق بالوباء وطلبت "عدم الاسترخاء" أو التوقف عن استخدام الأقنعة والمسافة الاجتماعية.
كما حذرت ستيلا كيرياكيدس فى خطابه أمام مجلس الصحة الذى يضم جميع وزراء الصحة فى الاتحاد الأوروبى اليوم فى لوكسمبورج، "هناك أسباب للتفاؤل، ولكن ليس للرضا عن النفس".
وشددت المفوضة الأوروبية للصحة على أن الهدف هو تحصين 70% من السكان بنهاية يوليو، لكنه شدد على أنه حتى عندما يتحقق هذا الهدف "لن يكون الوقت المناسب لإعلان النصر".
كما حذرت المفوضة الأوروبية للصحة، من أن "تهديد المتغيرات الحالية والجديدة، التى ربما تكون أكثر قابلية للانتقال وأكثر مقاومة للقاحات تدريجيًا، لا يزال حقيقيًا وخطيرًا للغاية"، قبل أن يذكر أن "التحدى الرئيسى للمستقبل" هو مواجهة مثل هذه الاختلافات.
الثقة فى التطعيم
لذلك، دعت السياسة القبرصية إلى استراتيجية الاتحاد الأوروبى لفصلى الخريف والشتاء للتركيز على تسريع التطعيم، وزيادة الثقة فى اللقاحات وتقليل انتشار المتغيرات. وأن الهدف من زيادة الثقة سيأتى إلى حد كبير من عمل وكالة الأدوية الأوروبية (EMA) بشأن سلامة اللقاحات، وكذلك الطريقة التى تضمن بها الدول الأعضاء أن مثل هذا العمل يتم إيصاله إلى المواطنين.
وحذر رئيس الصحة "مع تقدمنا فى تطعيم سكاننا، سنجد سقفًا زجاجيًا للمقاومة والشكوك والأسئلة".
وأضاف أن الاتحاد الأوروبى والدول السبع والعشرين يجب أن يكونا "مستعدين لمعالجة الشكوك على المستويين الفردى والمحلى".
الوباء لم ينته بعد
وأقرت كيرياكيس أن "الطريق للخروج من الوباء نحو أوروبا أكثر صحة ومرونة أصبح واضحًا"، على الرغم من إصراره على أن "هذا ليس الوقت المناسب للاسترخاء"، وقال إنه "ليس الوقت المناسب للتخلص من الأقنعة أو ترك مطهرات اليد فى المنزل أو التوقف عن الالتزام بالتباعد الاجتماعى".
وأعربت عن سعادتها لإصدار شهادات كورونا الرقمية، فى الأول من يوليو، وقالت "كل عملنا بشأن شهادات كورونا سيفقد معناه إذا انتهى بنا المطاف بالإجراءات على حدودنا الداخلية"، داعية إلى "الوضوح والقدرة على التنبؤ"، لأنه ما "يحتاجه" المواطنون والاقتصاد.
واختتمت كيرياكيدس حديثها قائلة: "يجب أن نستمر فى التعلم وتطبيق الدروس المستفادة من الوباء للاستعداد للتهديدات الصحية المستقبلية".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة