"الحب القاتل".. عبارة قد تكون قصيرة إلا أنها تحوى بداخلها قصص وأسرار لا يعلم عنها أحد، وربما تلك العبارة هى ما تلخص هذه الجريمة، فبعد أن عاش زوجان حياة الحب، كان الموت ينتظر فى نهاية تلك القصة، بقتل الزوج على يد شقيق الزوجة، لتنقلب قصة حب وزواج لجريمة قتل وتشريد أسرة، بمنطقة البساتين.
بداية تلك القصة كانت حكاية حب ملهمة بين الزوجين، استمرت لبضع سنوات قبل أن يدخل الشيطان الأسرة وتزداد مشاكل الأسرة لتضع نهاية لتلك القصة بالطلاق بين الزوجين، فرغم وجود طفلين لم يتراجع الزوجان عن إتمام عملية الطلاق لتبدأ معها قصة أخرى بعيدة كل البعد عن الحب.
ابتعد الزوج عن الزوجة بعد الطلاق ورفض الإنفاق على أطفاله، ورغم إلحاح الزوجة على الحصول على نفقتها، إلا أن الزوج كان يرى أن منع الأموال وعدم إرساله لنفقة الأطفال هو عقاب لزوجته التى صممت على الطلاق والرحيل عنه، فلم تجد السيدة إلا أن تذهب لطليقها فى محاولة لاستعادة نفقتها التى منعها عنها، لتبدأ مشاجرة بين الطرفين قامت على إثرها شقيقة الزوجة بإبلاغ شقيقهما بما حدث، ليأتى المتهم وقد تمكن الشيطان من عقله فيطعن الزوج ليفارق الحياة على الفور.
قوات الأمن ألقت القبض على المتهم وقررت إحالته للنيابة العامة، واعترف المتهم بتفاصيل جريمته وأوضحت التحقيقات مع المتهم أنه مع وجود خلافات زوجية بين المجنى عليه وزوجته، انتهت بأن توجهت الزوجة إلى حيث يقيم زوجها المجنى عليه للمطالبة بنفقات أبنائها منه، فحدثت مشادة كلامية بينهما وتبادل السباب بينهما وسارعت بصفع المجنى عليه على وجهه وكانت معها شقيقتها، وإذ بادر المتواجدون بفض تلك المشاجرة، قامت بالاتصال بشقيقها المتهم، الذى حضر وبيده سلاح أبيض "مطواة".
وأضافت التحقيقات قيام المتهم بالإسراع خلف المجنى عليه الذى كان يسير وسط مجموعة من أولئك الذين تمكنوا من فض المشاجرة، التى قامت بينه وبين زوجته، ولحق به وطعنه بالمطواة باليد الأخرى فى صدره، موجها إليه عدة طعنات بمنطقة الصدر محدثا إصابته التى أودت بحياته.
واعترف المتهم أنه لم يقصد قتل المجنى عليه، وإنما حاول إرهابه فقط لعودة حقوق شقيقته وأطفالها، مستطرداً: "مكنش قصدى أقتله، كنت عايز أجيب حق أختى ولما عرفت أنه ضربها محستش بنفسى، ومفوقتش إلا بعد ما وقع ومات"، وقررت النيابة العامة إحالة المتهم لمحكمة الجنايات المختصة.
من جانبها قضت محكمة جنايات القاهرة، المنعقدة بمجمع محاكم التجمع الخامس، بمعاقبة المتهم بقتل زوج شقيقته لرفضه إعطائها نفقات أبنائه بالسجن المؤبد، حيث صدر الحكم برئاسة المستشار حمدى السيد الشنوفى، وعضوية المستشارين محمود مصطفى كمال وخالد عبد الغفار النجار الرئيسين بمحكمة استئناف القاهرة، وبحضور عبد الله محمود وكيل النيابة وأمانة سر عادل الشيخ.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة