زينب عبداللاه تكتب: طارق لطفى.. قبس من إبداع عمالقة الفن وأشراره

الأحد، 09 مايو 2021 08:00 م
زينب عبداللاه تكتب: طارق لطفى.. قبس من إبداع عمالقة الفن وأشراره طارق لطفى
زينب عبداللاه

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

وصل الفنان طارق لطفى بأدائه فى مسلسل القاهرة كابول إلى مرحلة كبيرة من الإبداع والنضج الفنى، فمع كل مشهد من مشاهده فى المسلسل يظهر حجم الجهد الذى بذله ليصل إلى هذا الإتقان فى أداء شخصية رمزى، وكيف درس هذه الشخصية وامتلك زمامها، وعاش فيها ومعها حتى استطاع أن يضبط كل انفعالاتها بهذا الصدق والإتقان، دون افتعال أو مبالغة.

استطاع طارق لطفى الموهوب الذى يؤكد فى كل أعماله قوة موهبته واجتهاده الدائم فى دراسة الشخصيات التى يقوم بها أن يصل إلى قمة الوهج والإبداع الفنى فى مسلسل القاهرة كابول، وأن يتنقل بين أحاسيس الشخصية وانفعالاتها بسلاسة وإتقان، يكفى أن تنظر إلى عينيه وتعبيرات وجهه لتدرك كيف ابتلع شخصية رمزى الإرهابى وهضمها واستطاع أن يفكر ويتحدث وينفعل ويغضب ويحب ويراوغ ويقتل بنفس أحاسيسها ومشاعرها دون أن تفلت منه الشخصية فى أى مشهد، حضور طاغ ونظرات حادة قوية، وأداء يببتعد عن الصراخ أو الانفعال المبالغ فيه، يجعل المشاهد فى حالة ترقب وانبهار دائم.

امتلك طارق لطفى زمام الشخصية واستطاع أن يستخدم كل أدوات الفنان المبدع من صوت ونظرات وتعبيرات الوجه وحركة الجسد وإحساس الشخصية ليصل إلى هذا الأداء البارع ، حتى دون أن يتحدث وهى قدرة لا يمتلكها الكثيرون ، وهو ما أسهم فى نجاح الشخصية حتى قبل أن يبدأ عرض المسلسل من خلال البوستر الدعائى الذى ظهر فيه الأبطال يتوسطهم طارق لطفى بهيئة ونظرة وملابس الشيخ رمزى، وهو ما لفت الانتباه وجذب الأنظار بشكل كبير، وحقق جزء من نجاح المسلسل قبل أن يبدأ عرضه،  فالصورة والنظرة تنطق بقوة هذا الفنان وعبقرية أدائه وإبداعه فى استخدام أدواته.

بالتأكيد عانى طارق لطفى معاناة كبيرة واجتهد حتى يصل لهذا الأداء وهذا الإتقان لتلك الشخصية الصعبة التى تحمل الكثير من المشاعر والاضطرابات ولكنها لابد وأن تظهر بهذه القوة والتسلل والثبات والدهاء والعنف، ونجح فى أن يصل إلى هذه الدرجة من الأداء الهادئ المتزن المتمكن.

وبالرغم من أن طارق لطفى أثبت قوة موهبته فى عشرات الأدوار السابقة إلا أن شخصية رمزى ستصبح علامة فارقة ومميزة فى تاريخه الفنى ، تثبت أنه يحمل قبس من نور وإبداع عمالقة الفن أمثال زكى رستم ومحمود المليجى وعادل أدهم ، هؤلاء الذين أبدعوا فى تقديم أدوار الشر دون صراخ وافتعال ومبالغة، والذين أثبتوا أن الفنان المبدع يستطيع أن يجسد كل الانفعالات بنظرة عين وبتعبيرات الوجه ومن دون أن يتكلم.

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة