بمرور الوقت تتكشف وثائق عن عمالة جماعة الإخوان وتورطها فى التعامل مع الاحتلال فى سنوات ما قبل ثورة يوليو ١٩٥٢، حيث أشارت دراسة للمركز المصرى للفكر والدراسات الإستراتيجية إلى أنه في يوليو 1943، اقترح تقرير من عميل لجهاز الاستخبارات البريطانية يعمل في القاهرة أنه في حين أن البريطانيين يجب أن يستمروا في دعم حزب الوفد، يجب عليهم أيضًا "تأسيس علاقات متعاطفة غير رسمية مع حسن البنا"، وكان هدف المبادرة جمع معلومات لفهم التنظيم بطريقة أفضل، ثم ذهب البعض داخل الحكومة، إلى الترويج لفكرة أن تلك القنوات مع التنظيم يمكن أن تساعد فى تحويل الإخوان نحو الليبرالية السياسية والاجتماعية، وتشجعهم على أن يصبحوا أكثر حداثة.
ونقلت الدراسة عن المؤرخ البريطانى فرامبتون إن البرقيات بين الخارجية البريطانية والسفارة في القاهرة والوثائق تكشف أن سنوات الحرب العالمية الثانية كانت حاسمة فيما يتعلق بتأسيس تنظيم الإخوان، فقد جلبت الحرب أشكالًا للمواجهة ضد الإخوان تشمل الاعتقالات، وتعطيل الأنشطة والمراقبة، لكن مصاعب الإخوان لم تدم طويلًا، فقد أظهر البنا تكتيكًا سياسيًا منفعيًا بارعًا للغاية، وفتح قنوات مع القصر والوفد والسعديين والبريطانيين والألمان والإيطاليين، وحافظ على هامش مناورة أعطاه حماية مؤكدة تحت أعين البريطانيين والقصر والحكومة، وفي الوقت الذي تم فيه إقالة النحاس، كان تنظيم الإخوان المسلمين أقوى من أي وقت مضى باعتراف الدبلوماسيين والاستخبارات البريطانية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة