نلقى الضوء على كتاب "أبى الذى أكره" من تأليف عماد رشاد عثمان، والكتاب يناقش بعض الأخطاء التى يرتكبها الوالدان فى حق الطفل، سواء كانا مدركين لذلك أم أنهما غير مدركين.
يقول الكتاب:
كانت أصواتهم تطل من وراء قضبان السجن، كل زنزانة لها ذائقة خاصة، لها بصمة الجُرم، ولكن فى الحقيقة أنهم كانوا جميعًا أبرياء، وكان سجنهم (الجُرم الذى لم يرتكبوه)، ولكنهم تشربوه، فصار يقيدهم ويمنعهم من تحقيق ذواتهم.
لم يكونوا يدركون أن أبواب الزنازين مفتوحة، وأن بإمكانهم الفرار، فقد أَلَفوا هذه الزنازين فلم يتصوروا يومًا أن بالإمكان الهرب، وأن لكل منهم حياة رحبة خارج زنزانته.
كيف وقد صنع الزنزانةَ أحباؤهم؟ آباء وأمهات، أو أعمام وخالات، أو معلمون ومشايخ وقساوسة ورموز مجتمعية، صنعوا الزنازين باسم الحب أو المصلحة.
حتى قرر أحدهم يومًا أن يتجرأ ويدفع الباب قليلًا لينفرج، ويدخل بصيص من نور التعافى، ثم تجاسر أكثر وخرج للممر هناك حيث زنازين الألم، ثم غامر أكثر وصاح فى المحبوسين أن هناك نورًا خارج الأقفاص، وأن الحياة خارج السجن ممكنة ومكفولة وليست محرَّمة عليهم كما يظنون!
وحينها فُتحت الأبواب ببطء، وخرج الحبيسون، ليلتقوا هناك فى الطريق إلى الطريق، فى رحلة الهروب خارج السجن.. السجن الناعم!
وفى ذلك الممر نقشوا حكاياهم مع التعافى وكتبوا قصص تشافيهم على الجدران، وأعلنوا كيفية الهرب لكل من ألقته أقداره يومًا فى سجن كهذا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة