تفصيل الجلباب السودانى وجلباب البشارية من الحرف التى تتطلب مهارة وإتقان فى صناعتها للمحافظة على هذه الملابس التقليدية والشعبية، حيث يعتمد تفصيلها على البعد الفنى، وتوجد مرحلة من التفصيل يتخللها العمل اليدوي، تتواجد مهنة الترزى السودانى بعدة مناطق جنوب مصر ومحافظة أسوان وخاصة بمدن أسوان ودراو وكوم امبو، ولا يقتصر الجلباب السودانى على قبيلة أو بلد معينة.
"اليوم السابع"، التقى بعم "محمد هاشم"، خياط متخصص فى تفصيل الجلباب السودانى وجلباب البشارية والعبابدة وغيرها من الجلابيب والبدل التقليدية والشعبية بمدينة دراو بمحافظة أسوان، ويقول أنه يعمل فى هذه المهنة منذ عقود حيث كانت البداية فى الثمانينات من القرن الماضى ويستخدم فيها ماكينة الخياطة والمقص وأدوات الخياطة العادية.
وقال عم محمد هاشم، أنه تنقل بين عدة مناطق حيث عمل فى مدينة حلايب وفى مدينة دراو، ويعمل فى مجال تفصيل الجلباب والصديرى والتكشيطة والبوج أو البوجات ومفردها بوجة وهى سروال طويل تحت التكشيطة والتى تعرف بالعراقة ضمن زى البشارية، حيث هناك جمهور كبير يحافظ على هذا الزى التقليدى من أبناء البشارية ويفضل إرتداءه كما أن كبار السن يحافظون على الزى القديم بينما الشباب إستحدث وأدخل الجديد على الزى التقليدي، وكذلك يقبل على ألوان جديدة، كما أنه فى الأعياد يكون الجلباب السودانى والعمامة جديدة وبألوان زاهية تناسب الأعياد.
وأضاف هاشم، أنه يقوم بتفصيل التكشيطة والصديرى والبوجا والجلابية وخروج البدلة بالشكل النهائي، وعلى مقاس جسم الزبون، يستغرق ذلك نحو حوالى ثلاثة ساعات، وأصعب شئ فى التفصيل هى الصديرى بعكس حياكة الجلاليب حيث تستغرق الصديري وقت كبير وتستلزم الدقة الشديدة فى قص القماش وشغل يدوى ويوجد به عمود يدوى يتم تصميمه بواسطة إبرة وخيط ولكن تقوم بهذا الدور السيدات المتخصصات واللواتى يعملن من منازلهن وأنه لا يحب أن يستعجل فى عمله ويحب أن يعطى عمله ورواد محله حقهم.
وتابع هاشم، كما توجد ملابس خاصة بالصيف وملابس خاصة بالشتاء ويتوقف ذلك على نوع الأقمشة، كما أن العريس يقوم بلبس بدلة كاملة فى حفل زفافه وهى الجلابية والعراقة أو التكشيطة والصديرى والبوجة وهى السروال الطويل بجانب الشبت الجديد وهو الشبشب وكما يقوم العريس بتفصيل أكثر من بدلة جديدة كما يمسك العصا ويرتدى العمامة، حيث التقاليد يجب أن يرتدى العريس البدلة الكاملة وهو الزى التقليدى أثناء كتب الكتاب عقد الزواج، وتتكلف حوالى 500 جنيه، حيث يقوم الزبون بشراء القماش الذى يريده وتفصيلها حسب الطلب ولا يوجد لديه أى أقمشة بيعها للرواد.
فى نفس السياق يقول سيد محمد، من أهالى البشارية بدراو، إن الشباب أصبح يختار ألوان زاهية للصديرى مثل الأحمر والأزرق والبنى والكحلى وغيرها، فى حين أن الاجيال القديمة كانت تحافظ على أن يكون الصديرى أسود والقميص والجلابية أبيض أو سمني، والصديرى منه نوعين الصديرى الخارجى والصديرى الداخلي.
وأضاف محمد، أن الزى التقليدى يساعدهم فى العمل، حيث يعمل فى مجال شحن الجمال بسوق دراو والصديرى الخارجى تحتوى على جيوب عديدة وكبيرة ممكن أن توضع فيها المحفظة والنقود والأوراق والمتعلقات فهو عملى ومريح، وفى فصل الشتاء ترتدى الملابس الصوف حيث يوجد صديرى صوف يصلح للشتاء ومن الممكن أن يتم ارتداء فانلة صوف للتدفئة، مشيرا إلى أن الزى التقليدى فى الماضى الذى كان يرتديه الآباء والأجداد كان يتضمن ثوب طويل يسمى شقة "بضم الشين" وترتدى الشقة فوق الصديرى ولكن انتهى ذلك.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة