رحيل سيدنا النبى صلى الله عليه وسلم وخلفه سيدنا أبى بكر الصديق، فما الذى كان فى أول يوم، وما الذى يقوله التراث الإسلامى فى ذلك؟
يقول كتاب البداية والنهاية لـ الحافظ ابن كثير تحت عنوان "خلافة أبى بكر الصديق رضى الله عنه وما فيها من الحوادث"
توفى رسول الله ﷺ يوم الاثنين، فاشتغل الناس ببيعة أبى بكر الصديق فى سقيفة بنى ساعدة، ثم فى المسجد البيعة العامة فى بقية يوم الاثنين وصبيحة الثلاثاء كما تقدم ذلك بطوله، ثم أخذوا فى غسل رسول الله ﷺ وتكفينه والصلاة عليه - ﷺ تسليما - بقية يوم الثلاثاء، ودفنوه ليلة الأربعاء كما تقدم ذلك مبرهنا فى موضعه.
وقال محمد بن إسحاق بن يسار: حدثنى الزهرى، حدثنى أنس بن مالك قال: لما بويع أبو بكر فى السقيفة وكان الغد جلس أبو بكر فقام عمر فتكلم قبل أبى بكر فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله، ثم قال: أيها الناس إنى قد قلت لكم بالأمس مقالة ما كانت وما وجدتها فى كتاب الله، ولا كانت عهدا عهده إلى رسول الله ﷺ ولكنى قد كنت أرى أن رسول الله ﷺ سيدبر أمرنا، يقول: يكون آخرنا، وإن الله قد أبقى فيكم الذى به هدى رسول الله ﷺ فإن اعتصمتم به هداكم الله لما كان هداه الله، وإن الله قد جمع أمركم على خيركم صاحب رسول الله ﷺ وثانى اثنين إذ هما فى الغار فقوموا فبايعوه، فبايع الناس أبا بكر بعد بيعة السقيفة.
ثم تكلم أبو بكر فحمد الله وأثنى عليه بالذى هو أهله ثم قال: أما بعد أيها الناس فإنى قد وليت عليكم ولست بخيركم، فإن أحسنت فأعينونى، وإن أسأت فقومونى، الصدق أمانة، والكذب خيانة، والضعيف فيكم قوى عندى حتى أرجع عليه حقه إن شاء الله، والقوى فيكم ضعيف حتى آخذ الحق منه إن شاء الله، لا يدع قوم الجهاد فى سبيل الله إلا خذلهم الله بالذل، ولا تشيع الفاحشة فى قوم إلا عمهم الله بالبلاء، أطيعونى ما أطعت الله ورسوله، فإذا عصيت الله ورسوله فلا طاعة لى عليكم، قوموا إلى صلاتكم يرحمكم الله، وهذا إسناد صحيح وقد اتفق الصحابة - رضى الله عنهم - على بيعة الصديق فى ذلك الوقت، حتى على ابن أبى طالب والزبير بن العوام رضى الله عنهما.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة