د. محمد عبدالرحمن الضوينى

ترشيد الاستهلاك

الأحد، 18 أبريل 2021 12:46 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
دور المرأة المسلمة فى ترشيد الاستهلاك يعتبر دورًا أساسيًا ليس من اليوم فحسب، ولكن منذ بعثة محمد، صلى الله عليه وسلم، والذى بين أن للمرأة أجرًا كبيرًا إن هى قامت بدورها فى بيت زوجها، فأنفقت بدون إسراف ولا إفساد، فتسعد بذلك أسرتها ويسعد مجتمعها، روى عن السيدة عائشة رضى الله عنها، أن النبى، صلى الله عليه وسلم، قال: «إذا أنفقت المرأة من طعام بيتها غير مفسدة كان لها أجرها بما أنفقت، ولزوجها أجره بما كسب، وللخازن مثل ذلك لا ينقص بعضهم أجر بعض شيئا». 
 
ويمضى الإسلام فى تعظيم دور المرأة وتأثيرها على اقتصاديات الأسرة، فيأذن لها أن تأخذ من مال زوجها لتنفق على نفسها وأسرتها إذا كان زوجها شحيحًا بخيلا، ولكن هذا الإنفاق مقيد بالمعروف. 
 
فتروى السيدة عائشة، رضى الله عنها، أن هندًا بنت عتبة قالت يا رسول الله، إن أبا سفيان رجل شحيح، وليس يعطينى ما يكفينى وولدى إلا ما أخذت منه وهو لا يعلم فقال: «خذى ما يكفيك وولدك بالمعروف». 
 
ويأتى دور أعظم للمرأة من خلال تعاملها مع ما يتبقى من الطعام، فيجب عليها أن تحافظ عليه وتدخره للاستعمال وقت الحاجة، ولا تلقيه مع الفضلات والمهملات دون استفادة منه. 
 
ولا تقلد أصحاب الترف والبذخ وأصحاب العادات السيئة بإلقاء كل ما يتبقى على المائدة فى سلة المهملات، فهذا يتنافى مع الرشد والاقتصاد فى المأكل والمشرب، فهى تضع على المائدة بداية ما يكفى فقط، وعليها أن تتخلى عن المباهاة بكثرة الطعام، والذى يكون مآله بعد ذلك إلى سلة المهملات. 
 
روى جابر بن عبد الله أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال: «إذا سقطت لقمة أحدكم، فليمط عنها الأذى وليأكلها، ولا يدعها للشيطان، فإذا فرغ فليعلق أصابعه، فإنه لا يدرى فى أى طعامه تكون البركة». فهذا توجيه نبوى، وأدب كريم، مقتضاه ألا يستحقر الإنسان نعمة من نعم الله تعالى عليه مهما تكن قليلة. 
ومن ناحية أخرى، فإن المرأة بترشيدها لميزانية أسرتها تحقق ما استهدفه المنهج الإسلامى من تحقيق الادخار، فيتنامى لدى الأسرة حب الادخار، لمواجهة طوارئ الأسرة. 
 
وفى نفس الوقت بتوجيه جزء كبير من المدخرات، يتمثل فى ادخارات قطاع كبير من أسر المجتمع نحو الاستثمار، وخلق فرص العمل، للقضاء على البطالة وتحقيق الازدهار الاقتصادى، والذى يؤدى بدوره إلى رفع معدلات التنمية. 
 
ولذا فإنه يجب على ولاة الأمور أن يقوموا بالتوعية الدائمة للمرأة من خلال وسائل الإعلام المختلفة، بأن الرشد فى الإنفاق والاستهلاك والسلوك السوى فى حياة المرأة المسلمة يعتبر عبادة لله، وطاعة تحقق البركات، وتجنب المسلمة آثار المعاصى والسيئات، وأن التزامها بالمنهج الإسلامى يؤمن أسرتها من مشاكل الديون الربوية، ويؤمن دولتها ومجتمعها من آثار التقلبات الاقتصادية.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة