فقدت مصر، اليوم الخميس، رجلاً وطنيا من الطراز الأول، كان الانضباط عنوانه الأول فى كافة معاملاته، والنموذج للسياسى المحنك المحب لوطنه تحت القبة، هو اللواء دكتور كمال عامر رئيس لجنة الدفاع والأمن القومى بمجلس النواب الحالى، والذى وافته المنية بعد صراع مع فيروس كورونا المستجد "كوفيد -19".
حظى "عامر" دائما بتقدير كبير وثقة منقطعة النظير تحت قبة مجلس النواب، انعكست فى استمرار انتخابه لموقع رئاسة لجنة الدفاع والأمن القومى على مدار الفصل التشريعى الأول حتى أنه انتخب رئيسا لذات اللجنة فى الدور الأول بالفصل التشريعى الثانى (الحالى)، ومارس مهامه حتى داهمه المرض منذ أيام جراء إصابته بفيروس كورونا المستجد "كوفيد -19" فخضع للعزل فى إحدى مستشفيات القاهرة، ثم لاقى ربه اليوم الخميس.
كان ترشحه لهذه اللجنة البرلمانية التى تحمل على كاهلها الكثير من الملفات الهامة والحيوية، إيمانا منه بالمسئولية تجاه بلده، ملبياً نداء الواجب تجاه وطنه، فكان يؤكد أن الله أكرمه بأكبر المناصب القيادية خلال مسيرته المهنية حصد فيها أعلى الأوسمة والأنواط، وأن مسعاه لم يكن المنصب، إنما استشعاره أن بلده لازالت تحتاج منه الكثير لاسيما فى المرحلة الدقيقة من عمر الوطن والتى تستوجب أن يقدم فيها أبنائها المزيد.
وعلى مدار توليه رئاسة لجنة الدفاع لم يكل لحظة فى تقديم خبراته لإثراء هذه اللجنة الهامة بمشاركة أعضائها بحسه الوطنى وحكمته، واضعاً نصب عينيه الوطن، متصدياً للكثير من الملفات التى تمس المواطن المصرى والقضايا المجتمعيى الشائكة، حاملاً فى قلبه هموم الوطن الذى طالما أحبه، وكاشفاً للأكاذيب التى تشيعها القوى الكارهة لمصر.
وبحنكة شديدة، كان يدير دفة المناقشات بما يسمح بإثراء الحوار ليخرج الناتج إضافة قوية تحقق الفائدة للمجتمع، فى القضايا المجتمعية الشائكة والحيوية، فضلا عن نظر الأحداث الداخلية التى تؤثر على الأمن القومى، وفى مقدمتها قضية مواجهة الإرهاب والتطرف الفكرى والذى كان أحد الملفات الهامة المطروحة بقوة على طاولة اللجنة، مؤكداً دائما وأبداً ثبات الدولة المصرية فى موقفها فى مواجهة الإرهاب، وأن مخططات الجماعات الإرهابية لن تفلح فى ظل يقظة القوات المسلحة والداخلية.
ووقف الفقيد بحسه الوطنى، كرئيسا للجنة الدفاع والأمن القومى، بالمرصاد للشائعات التى كانت تُثار عن المجلس النيابى فى مواجهة الجماعات الإرهابية وإعلام الشر، مفنداً لهذه الأكاذيب، ومنبها أن المعركة الحالية هى معركة وعى، داعيا المصريين للوقوف معا صفا واحداً خلف القيادة السياسية المخلصة.
يأتى ذلك فضلا عن حرصه على فتح ملفات، آفاق التنمية فى سيناء، والمشروعات القومية فى محور قناة السويس، وخطط الدولة لتنمية المناطق الحدودية، وذلك انطلاقا من إيمانه بأهمية التنمية والمشروعات القومية التى تجرى على أرض الواقع، مؤكداً أن مصر دائما تعمل بشعار "يد تبنى ويد تحمل السلاح" فى مواجهة الإرهاب.
ولم تخلو أجندة لجنة الدفاع بقيادته من مناقشة كثير من القضايا الحيوية، كمحاور الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد، وضوابط حماية أراضى الدولة، وبحث مواجهة المشكلة السكانية وانعكاسها على التنمية المجتمعية، فضلا عن قضية البطالة، والخروج بتوصيات ثرية ومحورية حيالها.
كما لم تخلو مسيرة اللواء كمال عامر من كثير من الجوانب الإنسانية التى اعتاد عليها، فى تعاملاته تحت القبة مع زملاءه، رحم الله الفقيد اللواء دكتور كمال عامر، الذى كان عنوانا للانضباط وحب الوطن فى كافة أفعاله وأقواله.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة