فى الوقت الذى يتجه فيه سكان العالم للحصول على لقاح كورونا لاحتواء الوباء، فإن البعض لا يزال يتجنبه لأسباب مختلفة. لكن فى ظل اشتراط كثير من الحكومات والمسئولين لتوافر شهادة اللقاح يسعى البعض لتسويق شهادات مزيفة به.
وتقول مجلة نيوزويك الأمريكية إنه فى ظل توافر لقاحات كورونا، يسعى بعض الناس إلى إثبات أنهم تلقوا الجرعات حتى لو لم يفعلوا. وهؤلاء مستعدون للدفع أموال لأشخاص لا يرونهم لمساعدتهم على خداع المسئولين المحليين وخطوط الرحلات البحرية وصناعة الطيران وأصحاب العمل المحتملين وغيرهم من المشككين، وفقا لدراسة تصدر الثلاثاء.
وهناك 36 بائعا على الشبكة المظلمة DarkNet، غير مرئيين لمحركات البحث، يبيعون شهادات مزيفة يصل سعر كل منها إلى 200 دولار، وفقا لتقرير أبحاث تشيك بوينت الصادر عن شركة تشيك بوينت لتقنيات البرمجيات.
وبحسب الصحيفة، فإن الغرض من التوثيق المزيف هو أن يستخدمه المشترون ليثبوا لأصحاب العمل وموظفى شركات الطيران والرحلات البحرية ومسئولى الحكومة وغيرهم من المعنيين أنهم قد حصلوا على لقاح، بينما لم يحدث هذا فى الواقع.
ويقول المتحدث باسم تشيك بوينت، إكرام أحمد، إن كل بائع قادر على تقديم العشرات من الشهادات، والمشترون هم فى العادة موزعون أكثر من كونهم أفراد عاديين، وهناك الكثير من البائعين الذين يظهرون بشكل أسبوعى.
وعلى الشبكة المظلمة أيضا تتواجد خيارات "افعلها بنفسك" والتى توفر واجهات سهلة الاستخدام للمشترين الذين يدفعون أقل من 25 دولار، ثم يقدمون معلومات شخصية، حتى يمكن تسليم وثيقة مزيفة عبر الإيميل فى غضون 30 دقيقة.
أحد الإعلانات المتواجدة على الشبكة المظلمة يقول: "لدينا اختبارات كوفيد سلبية للمسافرين إلى الخارج، ومن أجل الحصول على وظيفة. مل شىء يتم فى غضون 24 ساعة بدون ضمانات كبيرة. ويعد البائع الذى نشر هذا الإعلان بجودة حالية وعرض خاص: "اشترى اختبارين سلبيين وأحصل على الثالث هدية".
ويحذر أوديد فانونو، الخبير فى تشيك بوينت إن هؤلاء الذين يسعون لبيع الوثائق المزيفة هم أحيانا قراصنة مهتمين بالبيانات وهوية الشخصية من أجل استغلالها أكثر من اهتمامهم بالأموال.
ويشير فانونو إلى أن المجرمين الإلكترونيين يسعون للاستفادة من اهتمام الرأى العام سواء بالحصول على اللقاح أو تجنبه. وإلى جانب وثائق العمل المزيفة، رصدت تشك بوينت 1200 إعلان للباعة فى السوق السوداء للقاحات نفسها، بما يمثل زيادة أكثر من 300% فى ثلاثة أشهر. ويتم بيعها أيضا عبر الشبكة المظلمة، أحيانا من خلال نفس الباعة الذين يبيعون الوثائق المزيفة.
ويتم الترويج للقاحات على أنها مصنوعة من قبل شركات أدوية مشروعة مثل جونسون أند جونسون ولقاح سبوتنك الروسى، ويمكن أن تصل تكلفة الجرعة ما بين 500 إلى 600 دولار.
وتظاهرت شركة تشيك بوينت كعميل فى إسرائيل يرغب فى شراء لقاح من أحد البائعين وتم دفع الثمن بالبيتكوين كما طلب البائع. وبعد أسبوع، لم تتلق تشيك بوينت اللقاح.
وقال المتحدث باسم الشركة إنه رغم تأخر وصوله إلا أنه يظل ممكن الحصول عليه، وعندئذ سيقومون بتطوير البحث وإبلاغ السلطات وأيضا الشركة المنتجة للقاح، فربما يتبين أنه مجرد ماء، بل يمكن أن يكون أكثر الأشياء قذارة التى يمكن حقنها.
ووجدت دراسة منفصلة قبل أسبوعين أجرتها شركة الأمن السيبرانى كاسبريكاى أن بائعى الشبكة المظلمة باعوا ما بين 100 إلى 500 جرعة لقاح بما يتراوح بين 250 إلى 1000 دولار للجرعة، فى حين أن 30% قد تكون لقاحات مشروعة حتى عند بيعها بشكل غير قانونى عبر الإنترنت.
ووفقا لأحد باحثى كاسبرسكاى، فإن صور الشهادات الطبية تشير إل أن بعض هؤلاء الأشخاص لديه وصول داخلى إلى المؤسسات الطبية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة