تصاعدت معركة لقاح كورونا بين بريطانيا والاتحاد الأوروبى، فى أعقاب سعى الكتلة الأوروبية لوقف تصدير اللقاح إلى المملكة المتحدة.
قال وزير الدفاع البريطانى، بين والاس، إن سمعة الاتحاد الأوروبى على المحك مع استعداد الكتلة لاتخاذ قرارها، محذرا من أن العالم يشاهد.
وقال "والاس": لو تم خرق العقود، فإن هذا سيكون شيئا مضرا للغاية، سيحدث للكتلة التجارية التي تتفاخر بنفسها بأنها تسير على حكم القانون، وأضاف أيضا فى تصريحات لـ سكاى نيوز، أن الأمر سيكون له أثرا عكسيا، لأن ما نعرفه عن إنتاج اللقاح وبنيته التحتية أنه أمر تعاونى.
وقالت وكالة بلومبرج الامريكية، إن إعلان الاتحاد الأوروبى استعداداه لسحب جرعات لقاح كورونا من بريطانيا يخاطر بتدهور حاد فى العلاقات مع لندن فى محاولة للالتفاف حول حملتها للتطعيم ضد الفيروس.
وأشارت الوكالة، إلى أن الاتحاد الأوروبى سيبدأ المراجعة وعلى الأرجح رفض السماح بتصدير بلقاح أسترازينيكا إلى بريطانيا لحين وفاء الشركة المصنعة بالتزامات التسليم للكتلة الأوروبية، بحسب ما أفاد مسئول رفيع المستوى بالاتحاد الأوروبى، الذى أشار إلى أن أي لقاحان أو مكونات يتم إنتاجها فى المصانع الأوروبية سيتم الاحتفاظ بها للإنتاج المحلى.
ويتصاعد الخلاف بين الاتحاد الأوروبى وبريطانيا، منذ أن أبغلت شركة أسترازينيكا بروكسل أنها لن تسلم العدد المتفق عليه من الجرعات فى الربع الأول، وألقى كلا الجانبين باللوم على الآخر فى قيود التصدير والقومية، مما يمثل خطرا على العلاقة التجارية الهشة بالفعل بين الطرفين بعد اتفاق بريكست الذى تم التوصل إليه فى ديسمبر الماضى.
وكانت المفوضية الأوروبية، الذراع التنفيذي للاتحاد الأوروبى، قد قالت الأسبوع الماضى أنها ستقيد تصدير اللقاحات للدول التي لا تتعامل بالمثل أو التي لديها معدلات تطعيم مرتفعة بالفعل، وتعتبر بريطانيا أكبر متلقى للجرعات، حيث حصلت على 10 مليون من 42 مليون جرعة من الاتحاد حتى الآن.
ومن المتوقع، أن يتحدث رئيس الحكومة البريطانية بوريس جونسون إلى نظرائه الأوروبيين قبل اجتماع الخميس المقبل، وقالت مصادر حكومية لرابطة الصحافة البريطانية: جونسون تحدثت مع رئيسة المفوضية الأوروبية يورسولا فوندرلين إلى جانب رئيسى الوزراء الهولندي والبلجيكى، وربما يتحدث إلى قادة الاتحاد الأوروبى الآخرين فى الأيام المقبلة، بحسب ما ذكرت مصادر حكومية.
وقال مصدر بالحكومة البريطانية، إن الحظر الأوروبى المقترح يمكن أن يؤجل هدف بريطانيا بتطعيم كل سكانها البالغين حتى نهاية يوليو لكنه لن يؤثر على خارطة الطريق الخاصة برفع قيود كورونا، لأنه سيؤثر فقط على إمدادات شهرى مايو ويونيو، عندما يكون كل منهم فوق الخمسين محميين.
من ناحية أخرى، حذر الكاتب أندر روانسلى فى صحيفة الجارديان من أن الخلاف بين بريطانيا الواحد الأوروبى سيكون بمثابة كارثة لكلا الطرفين على مستويات عديدة، وأكد أن حرب اللقاحات لا يمكن أن تنتهى إلا بمأساة لهما.
وقال الكاتب إنه سيتعين على بريطانيا وجيرانها القريبين العيش والعمل مع بعضهم البعض لفترة طويلة بعد أن يصبح فيروس كورونا تاريخا، وأكد أن أمن وازدهار المملكة المتحدة لا يزالا يعتمدان إلى حد كبير على ما يحدث داخل الاتحاد الأوروبى، وقال روانسلى: لا يمكن أن يكون من مصلحة الاتحاد الأوروبي أن تكون علاقاته متوترة بشكل دائم مع دولة كبيرة على حدوده. وقال إن حرب اللقاح ستكون صراعًا دون فائز، وكثير من الخاسرين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة