لا صوت يعلو داخل الإسماعيلية عموماً وفى قلعة الدراويش على وجه الخصوص على صوت المدرب الجديد والفرصة الأخيرة لإنقاذ الموسم الكارثى للإسماعيلى، بعد إعلان إيهاب جلال مدرباً للدراويش لنهاية الموسم، ولكن هناك بعض التساؤلات التى تطرح نفسها على الجميع، أبرزها لماذا ضحّى المقاصة بمدربه لصالح فريق آخر، ولماذا تحايل على لوائح اتحاد الكرة التى تمنع المدرب "المستقيل" من تدريب فريق آخر فى الدورى حتى نهاية الموسم، فقرر إقالة إيهاب جلال، وهل الفترة المقبلة كافية لجلال لتنفيذ أفكاره وإنقاذ موسم الدراويش فعلا؟.
بداية.. لست من أبناء الإسماعيلية، ولكننى أريد استعادة جيل الدراويش الممتع كروياً والقادر على المنافسة وحصد البطولات، فالإسماعيلى يواجه أزمة حقيقية وضعته فى المركز قبل الأخير بجدول الترتيب برصيد 11 نقطة، وبات على حافة الهبوط، حيث اكتفى الفريق بفوز وحيد هذا الموسم من إجمالى 16 مباراة حتى الآن، والخسارة فى 7 مباريات والتعادل فى 8، ليدرك الجميع حجم الأزمة الحقيقية التى تعيشها جماهير الدراويش، وتعددت أسبابها ما بين صفقات أكد الجميع أنها غير مجدية والتعاقد مع مدربين دون دراسة وسرعة تغييرهم وصولاً لمركز لا يليق بنادٍ بحجم وتاريخ الإسماعيلى فى جدول المسابقة المحلية.
إيهاب جلال مدرب كبير لا يختلف أحد على إمكانياته الفنية والخططية، سواء فى إجادته توظيف اللاعبين أو إعادة إحياء الروح القتالية، وصناعة هوية للفريق يفرض بها نفسه على الجميع وتجعله منافساً حقيقياً ونداً قوياً يعمل له الجميع ألف حساب، وهو ما رشحه بقوة منذ عام لتدريب المنتخب الوطنى، ولكن ماذا يحتاج جلال، وما المطلوب من إدارة النادى فى المرحلة المقبلة؟.
إيهاب جلال يحتاج لاستغلال كل دقيقة فى فترة التوقف الدولى لإعادة ترتيب أوراق الدراويش، لاسيما فى ظل عدم انضمام أى من لاعبى الإسماعيلى لمعسكر الفراعنة استعداداً لمباراتى كينيا وجزر القمر فى تصفيات أفريقيا، ما يعنى أن لديه فرصة عظيمة لترتيب أوراقه ووضع النقاط على الحروف وإقامة معسكر لوضع يده على كل كبيرة وصغيرة في الدراويش، فى الوقت الذى يجب على إدارة النادى منحه كافة الصلاحيات وتوفير كل الإمكانيات وتدعيمه بصفقات قوية، والصبر ثم الصبر على المدرب، إن كانت هناك نية حقيقية لاستعادة أمجاد الدراويش، خاصة أن جلال يمتلك كل مقومات النجاح.
الإسماعيلى أدرك أنه لا مجال للتعاقد مع إيهاب جلال إلا بالتفاوض مع المقاصة، بعد موافقة المدرب على تولى المهمة، لأن مسئوليه يعون أن لوائح اتحاد الكرة تمنع المدرب المستقيل من تولى تدريب فريق آخر بالدورى قبل انتهاء الموسم، لذا بدأوا اللعب بورقة الشرط الجزائى فى عقد جلال والبالغ 2 مليون جنيه، وهو ما وافق عليه الفريق الفيومى بالتنازل عن المدرب لصالح الإسماعيلى.
أما قرار المقاصة فيبدو محفوفاً بالمخاطر بعد التضحية بمدرب كبير نجح فى ترتيب أوضاع الفريق وقاده للمركز السادس فى جدول الترتيب، وربما كنا نرى المقاصة فى المربع الذهبى نهاية الموسم واللعب بأفريقيا الموسم المقبل حال بقائه مع الفريق، ولو كان المقابل الشرط الجزائى فى عقد إيهاب جلال (2 مليون جنيه)، ليبدأ تجربة جديدة، حتى وإن صحت تقارير التعاقد مع مدرب كبير بحجم مختار مختار إلا أنها تبقى تجربة جديدة تتطلب الصبر للتأقلم والاستقرار لتحقيق النجاح وهذا ما ستثبته الأيام المقبلة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة