أسس المماليك الجركسية دولتهم عام 784هـ/ 1382م من خلال سيف الدين برقوق، وتعود جذورهم إلى عهد المنصور قلاوون، الذى استعان بهم كثيرًا فى جيشه، وكانت هذه الفرقة مواليه له عندما أصبح جنرال عسكرى، أصبح أحد هؤلاء المماليك الشركسيين، برقوق، أهم وأقوى رجال الدولة.
ويمثل صعوده إلى العرش بداية السلالة المملوكية الجركسية، كما كانوا يسمون برجى المستمدة من "برج" المماليك، حيث احتلوا القلعة وأبراجها، شهدت مصر تقدمًا معماريًا وفنيًا خلال زمن المماليك على الرغم من أنها كانت فترة غير مستقرة، حكم المماليك الشركسى مصر لمدة 135 سنة تقريباً من خلال 23 من السلاطين بالتناوب، كانت هزيمة السلطان طومان باى إيذاناً ببداية العهد العثمانى.
التحديات العسكرية التى واجهت دولة المماليك البحرية كانت أضخم بكثير من التحديات التى واجهتها دولة المماليك البرجية، فالبحرية حاربوا بنجاح الصليبيين والمغول فى نفس الوقت، وظهر منهم قادة كبار مثل الظاهر بيبرس وسيف الدين قطز والمنصور قلاوون والأشرف خليل والناصر محمد بن قلاوون. شهدت بداية حكم البرجيين تهديدات من المغول بقيادة تيمورلنك لكن كانت الدولة ما تزال قوية واستطاع الظاهر برقوق أن يواجه الموقف ويجعل تيمورلنك يخشى مواجهة الدولة المملوكية.
بعدما توسعت الإمبراطورية المملوكية وأصبحت قوة تهاب من الشرق والغرب بدأت فى التدهور، ففترة حكم الناصر محمد بن قايتباى اتسمت بالضعف والاضطراب وفترة حكم الظاهر قانصوه الأشرفى الذى خلفه زادت التمردات والنزاعات بين الأمراء حتى وصل لدرجة أن الظاهر قانصوه الأشرفى تآمر مع الأمراء على قتل ابن أخته " الناصر محمد بن قايتباى " وحكم بعده ثم تآمر عليه الأمراء حتى عزلوه هو الآخر ونصبوا الأتابك الأشرف جان بلاط ثم العادل طومان باى وقانصوه الغورى، وكان هذا أثناء بروز الدولة العثمانية فى آسيا الصغرى، فهاجموا الشام التى كانت تابعة لمصر واستطاعوا فتحها بسبب قدراتهم العسكرية من جهة، والخيانات والمؤامرات التى كانت تحدث هناك من جهة أخرى، غزا العثمانيون الشام وكالعادة خرج الجيش المصرى لحماية الشام كما كان يحميها من المغول والصليبيين على مر العصور الوسطى لكن فى هذه المرة فشل قانصوه الغورى فى منع قوات العثمانيين، واستنزف الجيش المصرى فى معركة مرج دابق دفاعاً عن الشام ومات من الصدمة وقت المعركة وتولى طومان باى الحكم، كانت هزيمة السلطان طومان باى إيذاناً ببداية العهد العثمانى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة