تواصل البعثات الأثرية فى مصر اكتشافاتها، ومؤخرا توصلت البعثة الأثرية المصرية الأمريكية المشتركة، برئاسة الدكتور ماثيو آدمز، من جامعة نيويورك، والدكتورة ديبورا فيشاك، من جامعة برنستون، العاملة فى شمال أبيدوس بمحافظة سوهاج، إلى الكشف عن ما يعتقد أنه أقدم مصنع لصناعة الجعة "البيرة" فى العالم.
ويرجح بأن المصنع يرجع إلى عصر الملك نعرمر، وأنه يتكون من ثمانية قطاعات كبيرة بمساحة طول 20 م x عرض 2.5م x عمق ٠.4م كانت تستخدم كوحدات لإنتاج الجعة، حيث احتوى كل قطاع على نحو 40 حوضا فخاريا منتظمة فى صفين لتسخين خليط الحبوب والماء، وكل حوض مثبت فى مكانه بواسطة دعامات مصنوعة من الطين وموضوعة بشكل رأسى على هيئة حلقات.
وكان المصنع كان ينتج نحو 22.400 ألف لتر من الجعة فى المرة الواحدة، وربما تم بناؤه فى هذا المكان بالتحديد لتزويد الطقوس الملكية التى كانت تتم داخل المنشآت الجنائزية الخاصة بملوك مصر الأوائل؛ إذ عُثر خلال أعمال الحفائر بتلك المنشآت على أدلة استخدام الجعة فى طقوس تقديم القرابين.
مصنع الجعة
ومن جانبها قالت وزارة السياحة والآثار عن تاريخ الجعة فى مصر القديمة، تختلف الجعة فى مصر القديمة عن يومنا هذا كثيراً، فكانت تمد المصرى القديم بالطاقة والعناصر الغذائية المهمة، الأدلة على تصنيع الجعة فى مصر القديمة تعود إلى 3000 عام قبل الميلاد، وكانت الجعة والخبز من أهم الأجور فى مصر القديمة قبل ظهور النقود، وكانت الجعة تصنع من عناصر متعددة مثل: الشعير، والحنطة، والبلح وأحيانا من القمح وكانت تدق الحبوب فى هاون بمطارق خشبية، ثم تبلل بالماء وتعجن وتشكل على هيئة أرغفة خبز غير منتظمة الشكل وتخبز بشكل غير كامل، ثم يتم تقطيع هذه الأرغفة ونخلها فى قدر كبير، حيث يتم عجنها مرة أخرى ويضاف إليها الماء أو الماء السكرى الناتج من نقيع البلح، ويترك العجين ليختمر وتصفى العجينة المختمرة ويتم تعبئة الناتج فى أوانٍ فخارية، وكان المصريون القدماء يشربون الجعة فى الاحتفالات والتجمعات الدينية والجنائزية، وكانت تقدم الجعة كقربان بشكل أساسى للمعبودة سخمت.
واهتم المصرى القديم بالحصول على الجعة فى العالم الآخر عن طريق نقشها من ضمن عشرات أنواع القرابين التى يحرص المتوفى على نقشها على جدران مقبرته، كما ظهرت مراحل صناعة الجعة على جدران المقابر منذ الدولة القديمة، ومن هذه المقابر: مقبرة مرس عنخ الثالثة، وسشم نفر الرابع فى الجيزة، بتاح شبسس فى أبوصير، تى، ورع شبسس فى سقارة، وغيرها الكثير.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة