لا تزال سيدات عزبة النزهة بمدينة المنصورة يمكثن أوقاتهن أمام الفرن البلدى يشعلن النيران به بقطفات قش الأرز والحطب، منذ ساعات الصباح الباكر؛ لإعداد أشهى المخبوزات الفلاحى والرز المعمر برائحته الذكية، في جو أسري تفوح منه رائحة الزمن الأصيل وتطيب له النفس وتسعد.
وبين ذكريات الماضي وحكايات الحاضر، تجد السيدة الستينية أنوار عبد الفتاح، تجمع أبنائها وأحفادها وأحبابها من أهل العزبة معها أمام الفرن القش الذي يزيد عمره عن خمسين عاما، تعانق أصواتهم نسمات الريف وخضرته، يتسابقون في إعداد قطعا صغيرة من العجين لإعداد العيش الفلاحي وقرص السكر والسمن البلدي والفطير لإسعاد أطفالهن.
"حياتنا الريفية هي الأصل كله".. هكذا عبرت السيدة أنوار لـ"اليوم السابع"، عن شعورها وهي لا تزال تجلس أمام الفرن القش لساعات طويلة، وتذهب للحقول يوميا منذ ساعات الصباح الباكر لزراعة محاصيل الأرز والقمح والكرمب، محتضنة الحياة دون كلل أو ملل، فتقول، إن الريف لم يتغير كثيرا عن الماضي، فلا تزال السيدات يذهبن مع أزواجهن للحقول لرعاية الأرض وجمع المحاصيل، ويحتفظون بالفرن القش والكانون لطهي الرز المعمر والمحشي وإعداد المخبوزات الفلاحي، يرعون الأغنام، ويعبئون القلل، مشيرة إلى أن حياتهم ببساطتها وهدوئها وأصالتها تعني لهم الحياة وما فيها وكنز ثمين لا يقدره سوى من كافح وشقى في سبيل الأرض.
وأضافت أنها منذ طفولتها تشقى بالذهاب مع والدها إلى الحقول لزراعة الأرض، وتساعد والدتها فى الخبيز فى الفرن القش والكانون، مشيرة إلى أن جميع كبار العزبة برجالهم ونسائهم تربوا على العمل والكفاح منذ طفولتهم، وحاولوا أن يورثوا تلك الروح لأبنائهم وأحفادهم؛ ليحافظوا على الريف بعاداته وتقاليده الأصيلة والنقية، ولكن ذلك الأمل كان من الصعب تحقيقه مع كل الأجيال في ظل التطور والتقدم الذي تشهده المدن والحضر، فنسبة كبيرة من الشباب فضلوا السفر للمدينة للعمل في محال وشركات عن استكمال حياتهم في زراعة الأرض ورعاية المواشي.
واستطردت أن العزبة لا تزال تحتوى على أكثر من فرن قش موزعين على أنحاء العزبة يزيد عمرهما عن خمسين عاما، يستفيد منهم جميع الأهالى فى الخبيز وطهى البطاطا والسمك والرز المعمر صيفا وشتاء، موضحة أن أفران القش ليست ملكا لأحد، بل هى ملك الجميع وميراث يتوارثه جيل بعد جيل، مثله مثل الأرض.
وأشارت إلى أن يوم الخبير بمثابة عيد يجتمع فيه الجيران مع بعضهما البعض بكبارهم وصغارهم أمام الفرن القش، يطوعون بأيديهم قطع العجين الصغيرة، يسلون وقتهم بالغناء وسرد الحكايات، مشيرة إلى أن الفرن القش عادة أصيلة تخدم جميع أهالى القرية منذ سنوات طويلة وتجمعهم مع بعضهم البعض على الحب والتعاون والألفة.
أبناء الريف المصري
أطفال العزبة يتابعون خبيز العيش الفلاحي في الفرن القش
أطفال العزبة يتناولون فطيرة السكر
الرز المعمر في الفرن القش بعزبة النزهة
الرز المعمر في الفرن القش
الرز المعمر
السيدة الستينية أنوار عبد الفتاح
السيدة أنوار عبد الفتاح تخبز العيش الفلاحي في الفرن القش
السيدة أنوار عبد الفتاح
السيدة أنواع عبد الفتاح تخبز العيش الفلاحي في فرن الطين
العيش الفلاحي بعد خروجه من الفرن القش
الفرن البلدي في عزبة النزهة بالدقهلية
الفرن القش
أنوار عبد الفتاح
توزيع فطائر السكر والسمن البلدي على أطفال العزبة
سيدات الدقهلية يحيون الزمن الجميل بالخبيز في الفرن القش
طهي البطاطا في الفرن القش
طهي الرز المعمر في الفرن القش
فرحة السيدة أنواع بلحظات الخبيز أمام الفرن القش
فرن الطين والقش
مراحل إعداد العيش الفلاحي
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة