مسرحية "مأساة الحلاج"، للكاتب الكبير صلاح عبد الصبور " 3 مايو 1931ــ 14 أغسطس 1981"، وهو أحد أهم رواد حركة الشعر الحر العربى ومن رموز الحداثة العربية المتأثرة بالفكر الغربي، كما يعدّ واحداً من الشعراء العرب القلائل الذين أضافوا مساهمة بارزة في التأليف المسرحى، خاصة فى مسرحيته "مأساة الحلاج".
فى مسرحية "مأساة الحلاج" والتى تتكون من فصلين سماهما صلاح عبد الصبور أجزاء، الجزء الأول "الكلمة" والجزء الثانى الموت"، وتناول "عبد الصبور" شخصية المنصور بن حسين الحلاج المتصوف الذى عاش فى منتصف القرن الثالث للهجرة.
نشرت المسرحية عام 1966 وقرأها البعض على أنها حملت نبوءة بهزيمة 1967 إذ مثلت صوتا خارجا عن السرب فى مرحلة كان فيها الأدب العربى يعيش أحلامه القومية مع المد الناصرى وكانت الرموز السائدة هى تموز وأساطير البعث الفرعونية والفينيقية والبابلية، فكان عبد الصبور الوجه الآخر من هذه الموجة الثقافية من خلال شخصية الحلاج.
تأثر عبد الصبور بالعديد من المصادر فى إبداعه، بداية من شعر الصعاليك إلى شعر الحكمة العربي، مروراً بسيَر وأفكار بعض أعلام الصوفيين العرب مثل الحلاج وبشر الحافي، الذين استخدمهما كأقنعة لأفكاره وتصوراته فى بعض القصائد والمسرحيات، واستفاد من منجزات الشعر الرمزى الفرنسى والألماني، والشعر الفلسفى الإنجليزي.
عبد الصبور الذى عمل مستشارًا ثقافيا فى الهند لسفارة بلاده، لم يُضِع فرصة إقامته هناك، بل أفاد خلالها من كنوز الفلسفات الهندية ومن ثقافات الهند المتعددة وكذلك كتابات كافكا السوداوية، فضلًأ عن تأثره بكتاب مسرح العبث.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة