آسر أحمد

دراما لا تحمل "دراما" لن تصنع فارق

الإثنين، 06 ديسمبر 2021 12:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

حلقات أقل ومؤثرات بصرية أكثر وموسيقي صاخبة، هي عوامل تشتهر بها الأعمال الدرامية العالمية التي تكتظ بها المنصات التليفزيونية، فهي أعمال تهدف للسيطرة على التريند وجذب أكبر عدد ممكن من المشاهدات خلال وقت قصير، لتحقيق أهدافها في جمع الإيرادات وليس في صناعة محتوى يدوم لسنوات طويلة ويحظى على قلوب المشاهدين قبل أعينهم، وهو ما يطلق عليها "دراما تيك أوى".

تلك الأعمال الدرامية التي ينسي المشاهد اسمها مع انتهاء حلقاتها تفقد شعبيتها بنفس سرعة تصدرها على التريند، فهي أعمال يتم مشاهدتها أثناء تناول الطعام وفى أوقات الفراغ، وليس أعمال يتم التحضير لجلسات مشاهدتها كما اعتدنا في السابق، وهو ما يتنافى مع ما يطالب به الكثيرون خلال الفترة الأخيرة بضرورة مساعدة صناعة الدراما والسينما في النهوض من جديد بعد تضررها بشدة وسط تفشى جائحة كورونا.

وسط عشرات الأعمال الدرامية التي تصدر بشكل أسبوعي على المنصات التليفزيونية يتواجد عمل درامي واحد يصلح للمنافسة ويلقي بظلاله على الدراما التي خطفت القلوب في السابق، فمع تنوع وكثرة الأعمال الدرامية، ظهرت الدراما الإسبانية بمسلسلاتها التي تفتقد العنصر التمثيلي وتعتمد على عنصر الكتابة والمؤثرات البصرية، كما ظهرت الأعمال الدرامية الكورية التي تعتمد على عنصر المفاجئة وتسارع الأحداث والحبكات الدرامية الدموية.

ملئ الأسواق والمنصات التليفزيونية بالأعمال الدرامية لن يكون عنصر بناء في إحياء الصناعة، ولكنه سيكون عنصر هدم أكثر من اللازم يعمل على تدهور الذوق العام أكثر وأكثر، فتصبح الدراما التي كنا ننتظر عرض حلقاتها المقبلة بفارغ الصبر، دراما متوقعة وغير متقنه، فعلى سبيل المثال تواصل الدراما الإنجليزية تخطي مؤشرات نجاحاتها واحدة فواحدة ونادراً ما تحيد عن السياق في تقديم أعمال درامية تحمل طابع درامي في الأساس هدفه "التمثل" ويأتي بعد ذلك البحث عن عملية الإيرادات، فتلك الاعمال هي التي تجني عوائدها قبل عرضها لضمانها وجود الجودة التي يسعي لها الجميع.

وبالرغم من تجسيدها لدراما واقعية في بعض الأوقات، إلا أن الدراما المكسيكية والدراما اللاتينية تسير في خطى ثابتة بعيدة كل البعد عن الأعمال الدرامية صاحبة التريند، فتمتلك الدراما في القارة الأمريكية طابع خاص مرتبط بالحركة والأكشن المستوحى من بعض الأحداث والشخصيات التي كان لها باع طويل في بعض الأنشطة والمجالات، فهي تضمن نصف النجاح بالشخصية التي تجسدها والتي تتمتع بشهرة مسبقة قبل اضافتها لحلقاتها، فبالتالي تبقي تلك الدراما في الجانب الآمن الذى لا يسعي للتطوير.

وإن كانت الدراما لا تحمل رسالة، فعلى الأقل يجب أن تحمل "دراما".









الموضوعات المتعلقة

منى فاروق .. فرصة تانية

الخميس، 20 فبراير 2020 10:13 م

مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة