تمر اليوم الذكرى الـ163 على خلع الإنجليز السلطان "بابر شاه الثاني" أو بهادر شاه، آخر سلاطين المسلمين في الهند عن عرشه ونفيه خارج البلاد، وقد دام حكم المسلمين فى بلاد الهند لأكثر من ثمانية قرون.
كانت إمبراطورية المغول المسلمين هي آخر دولة مسلمة حكمت الهند، منذ أن أسسها ظهير الدين بابر في النصف الأول من القرن العاشر الهجري، ثم أتى زمان ضعفت فيه هذه الدولة، واهتم حكامها بمصالحهم الخاصة، فانتهز نادر شاه حاكم إيران فرصة تردي دولة المغول المسلمين بالهند، وزحف عليها سنة 1153هــ/ 1740م.
وقد ساعدت هذه الأوضاع الإنجليز في السيطرة على الهند تحت ستار شركة الهند الشرقية البريطانية، وانتهى الحال بأن دخل الإنجليز دلهي في بدايات القرن التاسع عشر الميلادي، وقد فقد المسلمون في الفترة التي استولى فيها الإنجليز على الهند ما كانوا يتمتعون به من إمساك بمقاليد الأمور، واحتكام إلى الشرع في كل الشئون.
عصر بهادر شاه، لم يكن أفضل حال من عصر أبيه، حيث كانت سياسة الإنجليز لا تزال قائمة على جعل أعمال الحكومة في أيديهم، في حين يبقى الحكم باسم السلطان المسلم، وكان هذا عملا خبيثا يفرقون به بين الحكم وبين الملك، وقد فطن العلماء المسلمون في الهند لهذا العمل المخادع فعارضوا هذه السياسة، وأعلنوا أن الهند أصبحت دار حرب، وعلى المسلمين أن يهبوا للجهاد والثورة ضد الإنجليز.
في الوقت ذاته وجه الإنجليز إنذارا إلى بهادر شاه الذي كان أسير القلعة الحمراء التي يسكنها في مدينة دلهي أنه آخر سلطان يسكن القلعة، وأنها ستصبح ثكنة عسكرية؛ وكان هذا يعني القضاء على دولة المغول المسلمين في الهند.
فاتحد أهل الهند من مسلمين وهندوس واختاروا السلطان بهادر شاه قائدا عاما للثورة، وقد قامت الثورة في دهلي دون تخطيط وافتقدت للقيادة الواعية القادرة على تحريكها، ولم يكن بهادر شاه يصلح لهذا الدور لكبره سنه، وبعد فشل الثورة قام الإنجليز بالقبض على بهادر شاه وأهل بيته وساقوهم مقيدين لمحبسهم، وفي الطريق أطلق أحد الضباط الإنجليز الرصاص على أبناء الملك وأحفاده فقتل ثلاثة منهم وقطعت رؤوسهم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة