دائما ما يعرف الاختلاف بين الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية والكاثوليكية حول تاريخ ميلاد السيد المسيح، وبالرغم من أن الكتاب المقدس لا يجيب مباشرة عن السؤال: "متى ولد يسوع؟"، لكن كلا الكنيستين تستشهد بوقائع تبنى عليها معتقدها.
فالأولى ترى أن يسوع المسيح خرج للعالم فى السابع من يناير، والثانية تبنى معتقدها على أن المسيح المخلص جاء فى الخامس والعشرين من ديسمبر، وهى اختلافات بسيطة، لكن تاريخ آخر يظهر حول ميلاد السيد المسيح، يظهر اختلافا كبيرا مع التواريخ سالفة الذكر.
ميلاد المسيح فى الشتاء
هو التاريخ الأكثر تداولا والأكثر توافقا مع تواريخ الكنائس المختلفة، فبحسب ما هو ما جاء فى مجمع نيقية عام 325م فإن ميلاد المسيح يوافق يوم 29 كيهك الموافق 25 ديسمبر، وذلك حسب الاتفاق الذى حدث فى المجمع، حيث يكون عيد ميلاد المسيح فى أطول ليلة وأقصر نهار (فلكياً)، والتى يبدأ بعدها الليل القصير والنهار فى الزيادة، إذ بميلاد المسيح (نور العالم) يبدأ الليل فى النقصان والنهار (النور) فى الزيادة، هذا ما قاله القديس يوحنا المعمدان عن السيد المسيح "ينبغى أن ذلك (المسيح أو النور) يزيد وإنى أنا أنقص" (يوحنا 30:3)، ولذلك يقع عيد ميلاد يوحنا المعمدان (المولود قبل الميلاد الجسدى للسيد المسيح بستة شهور) فى 25 يونيو وهو أطول نهار وأقصر ليل يبدأ بعدها النهار فى النقصان والليل فى الزيادة.
وضع البابا إجريجوريوس قاعدة تضمن وقوع عيد الميلاد (25 ديسمبر) في موقعه الفلكي (أطول ليلة و أقصر نهار) وذلك بحذف ثلاثة أيام كل 400 سنة (لأن تجميع فرق الـ11 دقيقة و 14 ثانية يساوى ثلاثة أيام كل حوالي 400 سنة)، ثم بدأت بعد ذلك بقية دول أوروبا تعمل بهذا التعديل الذي وصل إلى نحو 13 يومًا، ولكن لم يعمل بهذا التعديل في مصر إلا بعد دخول الإنجليز إليها في أوائل القرن الـ19، فأصبح 11 أغسطس هو 24 أغسطس، وفى تلك السنة أصبح 29 كيهك، عيد الميلاد) يوافق يوم 7 يناير، بدلا من 25 ديسمبر كما كان قبل دخول الإنجليز إلى مصر أي قبل طرح هذا الفرق، لأن هذا الفرق 13 يوما لم يطرح من التقويم القبطي.
ميلاد المسيح فى الصيف
وبحسب كتاب "بغية السائل من أوابد المسائل" للكاتب وليد مهدى، فقد ذكر فريدرك فرار فى كتابه "حياة المسيح"، ان الفلكى الكبيير كيلر قال إن تاريخ الميلاد كان فى نحو سنة 5 أو 6 قبل الميلاد.
ويشير الكتاب للفصل الذى ولد فيه المسيح مستشهدا بالآية الكريمة "فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَىٰ جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَٰذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَّنسِيًّا (23) فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا (24) وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا (25)" سورة مريم، ويرى الكاتب أنه يتبين من الآيات أن السيدة مريم قامت بهز جزع النخلة تلبية للنداء، وأن النخل سقط منها رطبا جنيا، والجميع يعلم أن موعد جنى البلح والرطب فى الصيف وليس الشتاء، أى أن المسيح لم يولد فى 25 ديسمبر ولا 7 يناير.
وبحسب ما قالت صحيفة التلجراف البريطانية بتاريخ 10 ديسمبر 2008، تحت عنوان "jesus was born im june Astronomers claim"، كشف مجموعة من علماء الفلك عن أنهم خلصوا بعد مجموعة من الحسابات الفلكية إلى أن عيد الميلاد يجب أن يكون في شهر يونيو وليس ديسمبر، كما هو الحال الآن، وذلك من خلال الرسوم البيانية لمظهر، نجمة عيد الميلاد، التي قال عنها الإنجيل أنها اقتادت الحكماء الثلاثة إلى السيد المسيح.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة