حالة من الصدمة والرعب سيطرت على قرية كفر النعيم، أثناء غرق سيارة كان يستقلها 7 أشخاص في ترعة الرياح التوفيقية، ووقف الجميع يشاهدون، وهم مكتوفي الأيدي غارقون في اللامبالاة، لكن ظهر الأمل وطوق النجاة بقدوم البطل محمود عوض صاحب الثلاثين عاما، والذي رفض أن يقف في صفوف المتفرجين وحركته إنسانيته وشهامته ومروءته وكاد يدفع حياته في سبيل انقاذ أرواح كادت تلفظ أنفاسها الأخيرة، إلا أنه لم يفكر للحظة في حياته وقرر التضحية ليتكلل عمله البطولي بانقاذ 5 أشخاص، ليسطر بشجاعته أسمى معاني العطاء والتضحية والفداء.
"الحمد لله.. ربنا جعلني سبب في انقاذ حياة 5 أشخاص".. هكذا بدأ البطل محمود عوض ابن قرية ميت العز حديثه لـ"اليوم السابع"، وقال إن يوم الحادث كان في زيارة لخطيبته في قرية كفر النعيم، يوم الجمعة الماضي برفقة والدته وأخواته، وخلال الزيارة أصابه تعب شديد، فقرر العودة لمنزله وعائلته، إلا أنهم تفرقوا فوالدته وأخواته قرروا العودة للمنزل عن طريق قرية كفر شكر، أما هو واخته عادا من خلال طريق ميت غمر، وخلال مسيرهما بدأ التعب يشتد عليه ويشعر بدوار، وفجأة شاهد مجموعة كبيرة من الأشخاص يقفون أمام ترعة وعندما سألهم عن سبب تجمهرهم في ذلك المكان قالوا له: "إن هناك سيارة تغرق".
وأضاف أنه اندهش من موقف الناس وحالة اللامبالاة التي أصابتهم أثناء غرق السيارة، مشيرا إلى أن الجميع كان يشاهد غرق السيارة دون إبداء أي اهتمام أو المبادرة لمحاولة انقاذ الأرواح التي كانت بداخلها، وعندما طالبهم بالقفز معه لمساعدة الناس لم يستجيب له أحد، أما هو فلم يتردد لحظة في القفز للمياه وإنقاذ من كانوا بالسيارة من الغرق.
واستطرد أن المسافة من شاطئ حتى المياه تبلغ 6 أمتار تقريبا، وأثناء تواجده بالمياه عانى كثيرا من سرعة السحب وحركة جريان المياه، فقام بغلق أحد الأبواب الخلفية للسيارة من اتجاه السحب، وبعدها وقف أعلى السيارة من الخلف، وبدأ يستغيث بالأشخاص الذين كانوا يشاهدون الحادث ولكن دون استجابة، فطلب منهم أن يلقوا له حجارة حتى يكسر بها زجاج السيارة ويتمكن من مساعدة من بداخلها وإنقاذهم، مضيفا أن الله ألهمه القوة وسرعة البديهة ومكنه من كسر زجاج السيارة وانقاذ 5 أفراد بينهم سيدة مسنة وأبنائها الثلاثة، وإنقاذ اثنين آخرين قد وافتهم المنية، مؤكدا على أنه سيظل يعمل من أجل خدمة الآخرين وسيساعد كل من يتعرض لأزمة وضائقة طالما يحيا.
وأشار إلى أن عملية الإنقاذ كانت بالتناوب، حيث كان ينقذ شخص تلو الأخر ويخرجه للشط، دون تدخل أيا مما كانوا يشاهدون غرق الناس في المياه من بعيد وينشغلون في التصوير والتقاط الصورة، مضيفا أنه كان يحتاج في تلك اللحظة لمن يعينه ويساعده على حمل الأشخاص وينقلهم معه خارج المياه، ولكن دون جدوى، مؤكدا على أنه لم يلتفت لأي خطر قد يهدد حياته ولم يخف من الموت، خاصة وأنه كان يعاني من أزمة صدرية وتعب شديد وقتها.
وقال إن أهله يفخرون به ويشيدون بعمله البطولي، كما ووجه أهالى القرية وجيران محمود الشكر على أخلاقه وشهامته وتضحيته بنفسه من أجل الأخرين، مؤكدين على أن محمود شاب شجاع تربى على الأصالة وتحمل المسؤولية، وأي شاب شهم يمتلك روحا ويتعرض لمثل هذا الموقف لن يفكر لوهلة في نفسه وسيضحي بكل شيء في سبيل إنقاذ الآخرين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة