يشهد الوضع فى أثيوبيا منعطفا خطيرا، مع التصعيد المستمر فى المعارك بين جبهة تحرير شعب تيجراى وجيش أورومو وحلفائه والجيش الأثيوبى من ناحية أخرى، وبينما تسعى الحكومة الأثيوبية نشر مزاعم بتقدمها فى إقليم عفر واستعادة سيطرتها على عدة مناطق، نفت الجبهة ذلك وأكدت أن قواتها مازالت تسيطر على الأرض وحققت تقدما فى مناطق كثيرة.
فى غضون ذلك، اتهمت جبهة تحرير تيجراى فى وقت مبكر من فجر الأحد الجيش الإثيوبى بتدمير أجزاء كبيرة من مدينة "كاساغيتا" فى إقليم "عفر" حيث تحتدم المعارك مع قوات تيجراى والفصائل المتحالفة معها للسيطرة على نقاط استراتيجية فى الطريق الحيوى الطويل الذى يربط أديس أبابا عاصمة إثيوبيا.
وبحسب تقرير للعربية الاخبارية، بثت حسابات ومواقع تابعة للجبهة صورا تظهر حجم الدمار فى المدينة بعد تعرضها لقصف وصفته بـ"الوحشى” واستخدمت فيه "الطائرات المسيرة التى حرقت الأخضر واليابس ودمرت المساجد والمدارس ومنازل المدنيين".
وأفادت صفحات تابعة للجبهة بأن رئيس الوزراء آبى أحمد "يبحث عن نصر معنوى" لكنه لم يتمكن من شن هجوم برى على "كاساغيتا"، وهو الذى يقود المعارك بنفسه فى جبهة عفر.
وكانت بثت قناة تلفزيونية إثيوبية تابعة للدولة لقطات تزعم أنها تظهر رئيس الوزراء فى البلاد على جبهة القتال فى صراع البلاد المستمر لمدة عام ضد قوات تيجراى، وذلك بعد أربعة أيام من إعلانه أنه سيوجه الجيش من هناك.
وزعم أبى أحمد، الذى كان يرتدى الزى العسكرى، فى لقطات الفيديو أن المعركة "كانت تجرى بمستوى عالٍ من النجاح" وأشار إلى مواقع على الحدود بين منطقتى أمهرة وعفار فى البلاد، والتى تجاور تيجراى.
ومن جانبه، أعرب وزير الخارجية الأمريكى انتونى بلينكن، عن بالغ قلقه حيال المؤشرات المقلقة للتصعيد العسكرى فى إثيوبيا، وشدد على الحاجة إلى التحرك بشكل عاجل للمفاوضات.
جاء ذلك، وفق ما نشرته الخارجية الأمريكية فى بيان عبر موقعها الإلكترونى، السبت، خلال مكالمة هاتفية مع الرئيس الكينى أوهورو كينياتا.
وأكد الجانبان، بحسب البيان، أهمية وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق لجميع المجتمعات المتضررة من النزاع فى إثيوبيا وأكدا دعمهما لإجراء حوار سياسى شامل.
وقُتل عشرات الآلاف من الأشخاص فى الصراع التى اندلع فى نوفمبر 2020 بين القوات الإثيوبية وقوات تيجراى التى هيمنت لفترة طويلة على الحكومة الوطنية قبل تولى أبى السلطة فى عام 2018.
وأعلنت الحكومة حالة الطوارئ هذا الشهر مع تحرك مقاتلى جبهة تحرير تيجراى، بالقرب من العاصمة أديس أبابا. وطلبت الولايات المتحدة وغيرها من الدول والمؤسسات الغربية مواطنيها مغادرة البلاد على الفور.
ومُنعت وسائل الإعلام الأجنبية من دخول تيجراى خلال معظم فترات الصراع، مع قطع روابط الاتصالات.
وكانت أيضا أصدرت الحكومة الإثيوبية أمرًا يسعى إلى تقييد التغطية الإعلامية للصراع، ويمنع مشاركة المعلومات غير الرسمية حول "التحركات ذات الصلة بالجيش، ونتائج المواجهات والمواقف".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة