هناك الكثير من البشر حرصون على الإطلاع على الأدب بجميع مجالاته رواية وشعر وقصة قصيرة، حيث يجدون ضالتهم فى الإطلاع دائما على الأدب، مما يؤثر على عقلهم واقتناعهم بما هو مكتوب داخل طيات الكتب، فهل الأدب يخاطب العقل؟، وهل الترجمة هى جسر لنقل الفكر والأدب من لغة إلى أخرى؟.
وحول الإجابة على هذا السؤال الأول قال الروائى الكبير التونسى حبيب السالمى، عرفت الرواية فى العقود الأخيرة تطوراً مذهلاً، وهذا التطور ليس ناتجاً عن احتكاك الرواية العربية بآداب الغرب الذى تحتل فيه الرواية مكانة مرموقة، فحسب، وإنما هو تطور الوعى العربى وبنيته الذهنية والعقلية.
وأضاف حبيب السالمى أن الرواية قادرة على مخاطبة العقل البشرى أكثر من الأنواع الكتابية الأخرى، لأنها ليست مجرد حكاية، وإنما تتضمن فكرة ورؤية للعالم، تحفز العقل على التفكير والتحليل، جاء ذلك خلال ندوة "مخاطبات ذهنية" التى أقيمت ضمن فعاليات معرض الشارقة الدولى للكتاب الذى اختتم فعاليات دورته الـ 40.
ومن جانبها شرحت الكاتبة الأسبانية روسيو يونيلا فكرتها الإبداعية فى مخاطبة العقل البشرى، والتى تجلت فى تأليف قصص مصورة، وقالت: من خلال الصورة يمكن أن تبعث القصة بأسئلة تخاطب عقل القارئ، بحيث يطرح السؤال على الشخصية المصورة، ويجيب هو عنها حسب منظوره حول الشخصية، ثم يجيب هو عن السؤال ذاته من وجهة نظره الخاصة، وبذلك تنمى القصة فى القارئ قدرته العقلية من خلال الترفيه والتسلية، وتسهم فى تفعيل التفكير الحيادى والموضوعى لديه".
وأكدت روسيو أن الصورة فى كثير من الأحيان أثر أكثر من الكلام، وتعمل على تحفيز العقل وإرسال رسائل إلى العقل الباطن للإنسان، مشيرةً إلى ضرورة الاهتمام بقراءة الصور، كما يتم الاهتمام بالنصوص أو أكثر.
أوضح الكاتب السورى خليل صويلح، أن الواقع أفرز عدداً من التغييرات فى النسيج الاجتماعى العام، وخاصة فى عالمنا العربى، حتى وصلت الخيالات التى أفرزتها الرواية إلى حقائق نقرؤها فى الصحف ونشاهدها عبر كاميرات المراقبة، ووسائل التواصل الاجتماعى مثقلة بالمآسى التى كان الناس يتداولونها كأحلام للأدباء جادت بها مخيلتهم.
ورأى صويلح أن هذا الواقع يحتم علينا أن ننظر بعين أخرى إلى الحياة الإبداعية التى نعيشها، وأن ينتقل الخطاب الروائى والأدبى إلى مرحلة تتناسب مع الواقع الذى نعيش فيه، من انفجار معلوماتى وتقنى أولاً، وتغير فى النسيج الاجتماعى والتفكير ثانياً.
وحول ترجمة الآداب إلى اللغات الأخرى، أوضح الحبيب السالمى أن الترجمة هى جسر لنقل الفكر والأدب من لغة إلى أخرى، أما اختلاف التفكير فإنه أمر طبيعى، ولا تأثير لتلك الاختلافات فى الآثار الإيجابية للترجمة، إذ أن الاختلاف والاطلاع على الفكر المخالف والثقافات المختلفة أمر إيجابى وصحى، يصب فى المصلحة الإنسانية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة