هناك فارق بين الموضوعات التى يتناولها الأدب الغربى والموضوعات التى يتناولها الأدب الأفريقى ، فالأدب الغربى غالبا ذهنى يعتمد على حركة العقل ودروب التلقى، كما تميل أعماله التجارية فى الوقت الحالى إلى المغامرات والقضايا الاجتماعية أما الأدب الأفريقى فهو حميم يتناول الجوانب الحميمية والإنسانية بشكل أكثر وضوحا.
للأدب الأفريقى أيضا تيماته الجاذبة مثل تأثيرات الاستعمار فى روايات عبدالرزاق جرنة الفائز بجائزة نوبل، والرحلات التى يقوم بها المهاجرين عبر الدول الأوروبية، كما فى روايات محمد مبوجار سار الفائز بجائزة الجونكور الفرنسية، أما رواية عمر العقاد الفائزة بأكبر جائزة كندية وهي سكوتيابانك جيلر فهى عن طفولة لاجئين اثنين، إنها موضوعات يمكننا القول عنها إنها موضوعات الأدب الأفريقى.
لكن ما أسباب تميز هذه الموضوعات؟ الأسباب متعددة منها استخراجها المعاني الإنسانية وعرضها بشكل أكثر إقناعا، وعرض الجانب الخفى فى كل ثقافه وفى كل بلد وفى كل إيقاع إنسانى لجماعات من البشر ظن العالم أنها منسية، بالإضافة إلى تقديم الفوارق بين العالم الغربى والعالم الثالث، أى بين ماضى الكاتب وحاضره فى الغالب.
القصص المنسية التى يكشفها الأدب الأفريقى تعرض واقع أكثر إدهاشا للثقافة الغربية التى لا تعرف شيئا عن عالم آخر يعيش فيه أناس آخرون يعانون بطريقة تفوق التخيل فى بعض الأحيان، أما أدباؤهم فهم قادرون على التعبير بطريقة أكثر غنائية استمدوها من ثقافاتهم.
لجنة نوبل قالت عن جرنه إن "شخصيته تجد نفسها في هوة بين الثقافات والقارات، بين حياة كانت موجودة وحياة ناشئة"، ومن هنا استمد جرنه قدرته على التعبير عن عالمين، عالم الماضى المدهش للغرب، والعالم الذى ذهب إليه وعاش فيه، في بريطانيا، حيث حكى ما جرى لقومه، ولأهله، الأفارقة المنسيين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة