أميرة خواسك

قصة ميادة

الأحد، 24 أكتوبر 2021 08:44 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ميادة مدحت شابة مقبلة على الحياة تعمل فى الثقافة وتهتم بالأدب والفن، وتشتبك مع الحياة لتكون إنسانا فاعلا وإيجابيًا فى المجتمع، منذ أسابيع قليلة شعرت ببعض الأعراض التى توجهت على اثرها لطبيب شهير، طلب منها إجراء فحص بالأشعة، وكانت الصدمة التى فاجأها بها أن لديها ورما يستدعى البدء فورا فى عمل جلسات علاج كيماوى.
 
 انهارت ميادة وشعرت أن الدنيا قد أظلمت فى وجهها، وأن عليها أن تواجه المرض بتبعاته المريرة وكآبة مراحلة، وقد نصحها الطبيب الكبير( ض ص ) الأستاذ بالمعهد القومى للأورام أن تبدأ فورا بجلسات العلاج لأن الورم نوعه " غازى " أى سريع الانتشار، وأى تأخير سيؤدى لانتشار المرض فى بقية جسدها، وقد استسلمت لتعليماته وأخذت تهيئ نفسها للرحلة الصعبة. 
 
 نصحها بعض الأصدقاء أن تستعين برأى آخر، وهذا متعارف عليه فى كل العالم second opinion أو رأى ثانى، حتى تتإكد أن الطريق الذى ستسلكه هو الصحيح، وتحت إلحاح أصدقائها استجابت ميادة، التى كانت لا تعرف إلى من تتوجه، رشح لها أحد الأطباء مستشفى بهية، توجهت إلى القسم الاقتصادى بها، وأجريت لها الفحوصات الطبية من جديد، واكتشفت أن الدكتور ض ص لم يتبع الخطوات أو البرتوكول العلاجى المتعارف عليه فى مثل هذه الحالات، وأن الأشعات التى أجريت لها تشير لعدم وجود أورام، بعد عدة أيام ظهرت نتيجة فحص العينة، لتؤكد ما توصل له الأطباء فى مستشفى بهية، وأن ما تعانيه ميادة مجرد التهاب ! 
 
 هذه القصة المؤسفة والحزينة تدفعنا للتساؤل عن بعض هؤلاء الأطباء الكبار، الذين ينكلون بمرضاهم ويستهينون بأقدار الناس وحياتهم التى يحولونها جحيما دون أى تردد، ودون شعور بالمسئولية أو بما يسببه سوء تصرفهم لمهنتهم المقدسة، ليست قصة ميادة هى القصة الوحيدة، لكننا نقابل كثيرا نفس القصة مع اختلاف الأشخاص والأماكن، التى يستهان فيها بأرواح البشر ومصائرهم، عندما يكون المال هو الهدف الأكبر، ومثل هؤلاء لا يسيئون لأنفسهم ولمهنتهم الإنسانية فقط لكنهم يسيئون لزملائهم من أطباء شرفاء تعلو إنسانيتهم ورحمتهم فوق أى اعتبار.
 
 من يعرف الدكتور إبراهيم بدران أو الدكتور هاشم فؤاد أو الدكتور ممدوح جبر رحمهم الله وغيرهم من كبار أطباء مصر، ومدى رقى أخلاقهم وحرصهم على مرضاهم، والخير الذى قدموه دون حدود نترحم عليهم، وأنا شخصيا أعرف أطباء كثيرون يقدمون الخير بلا حدود، حتى أن أحدهم وهو يلح ليعالج أى عدد من الحالات مجانا قال لى أنا أعيش بدعوات هؤلاء !
 
 فرق هائل بين الطبيب الإنسان الذى يدرك منحة الله له ويعيش على دعوات مرضاه، والطبيب المادى الذى يتاجر بآلام مرضاه.
 









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة