قال السفير محمد عبد العالي، سفير ليبيا بالقاهرة: إن الأزهر الشريف هو المنارة الداعمة للوسطية، وليبيا أحوج ما تكون للخطاب الوسطي اليوم، ونحن نعول عليكم علماء الأزهر الشريف الأجلاء كثيرا؛ لأن الناس تريد معرفة حقيقة الإسلام الصحيح.
جاء ذلك خلال فعاليات ختام الدورة التدريبية التي أقامتها المنظمة بالتعاون مع أكاديمية الأزهر العالمية لتدريب الأئمة والوعاظ بمركز الشيخ زايد لتعليم العربية للناطقين بغيرها، التي ناقشت محاور عدة حول توضيح الفهم الصحيح للدين ونبذ العنف والتطرف بكل صوره وأشكاله، والترسيخ لقيم التعايش السلمي وثمراته، وتوضيح مقومات العقل الناقد وتفكيك الفكر المتطرف، ومحاور حول سيكولوجية الفكر التفكيري.
كما أشاد سفير ليبيا بالقاهرة، بالدور الريادى الذى تقوم به المنظمة العالمية لخريجي الأزهر في مجال تدريب أئمة العالم الإسلامي وصقل مهاراتهم الدعوية والعلمية وإلمامهم بكافة المسائل الشرعية وكيفية مجابهة الفكر المتطرف بالفكر الأزهري الوسطي المعتدل، من خلال دوراتها العلمية المكثفة بمقرها الرئيس بالقاهرة على أيدي نخبة من كبار علماء الأزهر الشريف وأعضاء هيئة التدريس.
وأكد أسامة ياسين، نائب رئيس مجلس إدارة المنظمة، أن المنظمة تعمل باستمرار على تحقيق رسالتها في التواصل الدائم مع أئمة العالم الإسلامي وخريجي الأزهر حول العالم؛ لتساعدهم على ترقية آدائهم ووعيهم الدعوي والثقافي؛ ليتمكنوا من مواجهة مناهج الغلو والتشدد والعمل على نشر منهج الإسلام الوسطي في بلادهم، وهذا ما تعمل عليه كافة أنشطة وفعاليات المنظمة محليا ودوليا، من خلال ورش العمل واللقاءات والمحاضرات والدورات التدريبية لتبادل الأفكار والرؤى في جميع المناحي العلمية والثقافية، للوصول إلى موقف مشترك تجاه القضايا المطروحة على الساحة الدولية.
وأكد للأئمة والدعاة المتدربين بالمنظمة، أنه يقع على عاتقهم عبء حمل الرسالة سليمة وصحيحة؛ كما تلقوها من أفواه علماء الأزهر راغبين بها وجه الله تعالى، وأن يكونوا خير سفراء للأزهر في بلادهم، وأن يكونوا على تواصل دائم بكل ما يستجد في حياتهم من معوقات وصعوبات في رسالتهم الدعوية حتى يتمكن الأزهر من الخروج بحلول لها تتناسب مع واقعهم المعاش.
من جانبه قال الدكتور حسن الصغير، رئيس أكاديمية الأزهر العالمية لتدريب الأئمة والوعاظ: إن هذه الدورة لها خصوصيتها؛ لأن القضية الرئيسية لهذه الدورات التدريبة هي مواجهة الفكر بالفكر، والمقصود منها أن نصل إلى مراد الله تعالى مصداقا لقول الحق تعالى: "وَأَنَّ هَٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ"، وهنا فالسبيل الوسطي هو الذى يواجه السبل الأخرى شريطة العمل بالحكمة والموعظة الحسنة.
وأكد أن ما يهمنا هو الوصول إلى رجل الشارع البسيط وأن ننقذ الشباب من الوقوع في براثن التطرف، وهذا يتطلب أن نملك الوسائل التي تدفع شرائح المجتمع هذه؛ لأن يلتفوا حول رجال الدعوة الوسطية ليتحقق التفاعل في شتى نواحي الحياة ومناقشتهم ودراسة أفكارهم وتصحيحها إذا لزم الأمر.
كما ثمن الشيخ أكرم الجراري، جهود المنظمة برعاية فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، على كرم استضافة أئمة ليبيا في كل دورة من دوراتها، وتذليل كافة ما يحتاجون إليه لاستكمال الدورة على أتم وجه؛ حتى تتحقق الأهداف المرجوة لكل دورة، متمنيا أن تستمر دائما الفعاليات والدورات على هذا النهج والتواصل الدائم بين المركز الرئيس للمنظمة وفرع ليبيا بمكاتبه المختلفة، وفي نهاية الحفل تم تقديم درع المنظمة لسفير ليبيا بالقاهرة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة