"الاستعانة بمتخصصين من كلية الهندسة واستشاريين فى التطوير المعمارى لإعداد مخطط تطوير متكامل لهذا الميدان الذى يعبر عن هوية المحافظة بصورة مباشرة".. بهذه الكلمات شرح محافظ الفيوم، تفاصيل خطة التطوير لأهم وأكبر الميادين المحافظة وهو ميدان السواقى، الذى عانى لسنوات من الإهمال، وبدأت تظهر ملامح المشروع العملاق، لتطوير الميدان، وتحويله وفقا لمخططات التطوير الموضوعة هذه المرة إلى أهم وأرقى ميادين المحافظة وقبلة سياحية جديدة تضاف لعناصر الجذب السياحة لمحافظة الفيوم.
وأكد الدكتور أحمد الأنصارى محافظ الفيوم، أنه تم مراعاة الدراسات المرورية والمظهر البيئى والحضارى للموقع بشكل عام، لتنفيذ مخطط تطوير متكامل يحقق عائدا اقتصاديا للمحافظة من خلال إقامة عدد من الكافتيريات والمطاعم والبازارات السياحية، ويظل الميدان عبارة عن مناطق مجانية مفتوحة للمواطنين، لافتًا إلى أنه تم العمل العديد من الجلسات لتحديد الأولويات العامة.
ولفت محافظ الفيوم إلى أن أعمال التطوير، تستغرق منذ بدايتها وحتى الانتهاء منها حوالى 4 أشهر، وسيتم استغلال الميزة النسبية للميدان، مع الحفاظ على هويته البيئية والحضارية.
وأضاف الدكتور محمد التونى معاون محافظ الفيوم والمتحدث الرسمى للمحافظة، أن التكلفة التقديرية للمشروع تبلغ 38 مليون جنيه، مضيفا أنه قبل بدء التنفيذ عقدت عدة اجتماعات وتم استعراض أعمال التطوير المقترحة، والدراسة المرورية للمشروع، حيث تم الموافقة عليها من جميع الجهات، لافتًا إلى أنه تم وضع رؤية شاملة للمشروع بناءً على دراسة متكاملة لتطوير وتأهيل الموقع بما يتلاءم مع البعدين الحضارى والبيئى للمحافظة، ويراعى متطلبات ذوى الاحتياجات الخاصة.
وأشار معاون محافظ الفيوم إلى أن أعمال التطوير التى سيتم تنفيذها بالميدان تشمل إقامة مسرح مفتوح على السواقى، و16 كافتيريا ومطعم، و8 بازارات، وساحة نصب تذكارى للشهداء وممر مشاة مطل على بحر يوسف مباشرة ومقاعد مفتوحة وبرجولات ومسطحات خضراء وساحة انتظار للسيارات، مع زيادة عدد الحارات المخصصة للسيارات، بالإضافة إلى إقامة دورات مياه بها أماكن مجهزة لذوى الاحتياجات الخاصة. ولفت إلى أنه تم الانتهاء من تنفيذ 60% من المشروع
وكان قد وجه المحافظ بمراعاة تجهيز كافة خدمات المشروع لذوى الاحتياجات الخاصة، مؤكدًا ضرورة وضع لوحة إلكترونية محدد بها المدد الزمنية المقررة لتنفيذ المشروع، كما وجه بتوحيد تصميم كافة المحاور المرورية المجاورة لميدان السواقى، مع استغلال وإبراز الجانب المائى للموقع ممثلًا فى مجرى بحر يوسف والسواقي.
وأضاف محافظ الفيوم، أن أعمال التطوير والتأهيل ستراعى النسق الحضارى للمنطقة، والحفاظ على مكتسبات الموقع من وجود قصر الثقافة والسواقى وفندق قارون ومحطة السكة الحديد ومجرى بحر يوسف، مع العمل على إبراز الطابع البيئى والحضارى الذى يتواءم مع طبيعة محافظة الفيوم الريفية، لافتًا إلى أهمية أن يتماشى وضع النصب التذكارى بالمنطقة مع أعمال التطوير تماشيًا مع قيمته الرمزية للعديد من المناسبات الوطنية.
وأكد المحافظ على إدارة أصول الدولة بشكل يتلائم مع قيمتها، من خلال الأفكار البناءة والإدارة الواعية، ومراعاة البعد الاجتماعى بحيث توجد أماكن مجانية لكافة المواطنين كمتنفس ترفيهى، والعمل على تقديم الخدمات بشكلٍ راقٍ يتلاءم مع القيمة الحضارية للموقع، لافتًا إلى أن أعمال تأهيل وتطوير ميدان السواقى تشمل المنطقة الواقعة بين قصر الثقافة وفندق قارون، والتى تشمل أماكن تقديم الخدمات من مطاعم وكافيهات، وأكشاك لعرض منتجات المحافظة، ومساحات مائية وأخرى خضراء، وتنفيذ محاور مرورية منعًا للتكدس والتزاحم بالمنطقة.
جدير بالذكر أن سواقى ميدان قارون الموجودة بوسط مدينة الفيوم عبارة عن 4 سواقى وهى قيمة ثقافية وتاريخية كبيرة تعبر عن، آلة رى قديمة أنشأت فى الفترة اليونانية الرومانية لحل مشكلة انحدار مياه الرى بمقدار 270 متر بدءا من اللاهون ولذلك استخدموا الهدرات ووضعوا على كل هدار طواحين وسواقى وفى عهد الملك فؤاد بدأ توليد الكهرباء عليها.
وقال نبيل حنظل المستشار السياحى السابق لمحافظة الفيوم، إن السواقى كانت تروى الحقول حول الميدان وبعدها تحولت لمعلم سياحى وكان الميدان ممتلئ بالمبانى من بينها محكمة وقسم شرطة وأخلى لعمل حديقة للسواقى وكل عهد من عهود المحافظين كانت السواقى تشهد خطوات تجميلية بحسب رؤية المسؤول وتم عمل كافيتريا وسقف مثل موج البحر وبعد ذلك اقترح المهندس الذى صمم قصر الثقافة أن يكون فى الميدان حديقة كبيرة مثل حدائق ميادين أوروبا يتجول فيها السائح حتى يصل للميدان وهذا التخطيط لم ير النور.
وأضاف أنه فى عهد سمير الخولى محافظ الفيوم الأسبق تم هدم الكافتيريا وأخلوا المكان حتى تظهر السواقى وفعلا أصبحت جميلة وتعاقب المحافظين حتى قام الدكتور جلال السعيد بوضع شبكة حديدية حولها ولكن بعد ذلك بدأ التدهور وأنشأت دورات مياه وكافيتيريا تم تأجيرها وبعد ذلك قام المستشار وائل مكرم بعمل مخطط رائع ونفذ بشكل حضارى وفجأة فى عهد الدكتور جمال سامى تحول الميدان إلى "كافيتريات" و"حبسوا السواقى داخل سياج حديدي" وتحول الميدان إلى "دكاكين" وأصبحت السواقى على هامش الميدان وما حدث أفقد الفيوم ميدانها الرئيسى وقضى على فلسفة إظهار السواقى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة