أكتب وبكل حسرة وألم عن فعل شنيع حرمه الله تعالى وشدد عقوبته فى كل الأديان السماوية؛ فعقوق الوالدين من الجرائم التى تستوجب العقاب فى الدنيا والأخرة؛ لما له من أثر سلبى شديد الخطورة، مباشر وغير مباشر، على الفرد والمجتمع.
صدمت وتقطع قلبى واحترق عندما قرأت قصة السيدة الفاضلة دولت الكومى مع الشيطان الذى أنجبته بعد ثلاث بنات، تلك السيدة البسيطة التى عملت وكدت وسهرت وربت وعلمت أولادها بعد وفاة زوجها، حتى لا يشعرون بفقدان الأب، لكن كان رد الجميل لها من ابنها العاق هو الضرب والإهانة والحبس داخل غرفة مفردة فى المنزل حتى وصل الأمر إلى البصق فى الوجه.
الابن العاق لم يتذكر وهو يبصق فى وجه أمه أنها من حملته تسعة أشهر وأرضعته عامين وسهرت الليالى ليصبح شابا يافعا، ورفضت الزواج بعد وفاة والده لتصبح الأب والأم.. لم يدقق النظر فى قدميها التى تشققت فى الزراعات من أجل كسب المال لتنفقه عليه ليصبح رجلا قوى العضلات ليضربها لا يحميها أو تتعكز عليه.. لم يفكر لحظة فى مصيره لو لا قدر الله ماتت بين يديه.
لا أعرف كيف يتعامل هذا الابن العاق مع والدته بهذه الطريقة وبهذا الأسلوب، ما أعرفه ويعرفه الجميع أن للوالدين تحديدا طريقة خاصة فى التعامل، وخاصة الأم التى وضع الجنة تحت أقدامها، وما قرأته من تفاصيل فى قصة "الست دولت" يستدعى الفخر بمشوار طويل قطعته أم فضلت أولادها على نفسها، وفعلت ما قد لا يفعله الرجال، لكنه يستدعى الألم والحسرة أيضا بفعل ابنها العاق.
لم أجد فيما قرأته مبررا لما فعله هذا الابن العاق، وحتى لو كانت أمه لا تقول الحقيقة، فى البلاغ الذى تسبب فى حبسه بقرار من النيابة العامة، لا يوجد مبرر ليضرب الابن أمه، لذا وجب الاعتذار للست دولت، والمطالبة بتعديل تشريعى وقانونى لتغليظ عقوبة الاعتداء على الوالدين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة