سيدنا على بن أبى طالب كرم الله وجهه ورضى عنه، ابن عم سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وزوج ابنته فاطمة، ورابع الخلفاء الراشدين، تمر اليوم ذكرى مقتله، وذلك بعد أيام من الطعنة التى تلقاها من الخارجى عبد الرحمن بن ملجم وقلبه يمتلأ غيظًا وحقدًا على سيدنا على ليلة السابع عشر من شهر رمضان المعظم سنة أربعين من الهجرة.
وكان على بن أبى طالب أول من دخل الإسلام بعد السيدة خديجة رضى الله عنها، ولم يكن عمره قد جاوز عشر سنوات، كان شجاعًا قويا، قاتل في سبيل الله فأبلى بلاءً حسنًا، وكان من أسباب نصر المسلمين فى مشاهد مختلفة، حسب ما ذكر موقع دار الإفتاء المصرية، كما روى الإمام أحمد في "مسنده"، أنه بات في فراش النبي صلى الله عليه وآله وسلم ليلة غادر إلى غار ثور، وبات الكفار يحرسونه حتى الصباح وهم يظنونه رسول الله حتى دخلوا عليه فرأوا عليا، فذهبوا يبحثون عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
وحين دعا عمرو بن عبد ود فى غزوة الخندق من يبارزه، وكان من أشجع فرسان العرب، فقال سيدنا علي لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أنا له يا نبي الله، فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «إنه عمرو بن عبد ود، اجلس»، فنادى عمرو: ألا رجل؟ فأذن له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فمشى سيدنا علي إليه وهو يقول: "لا تعجلن فقد أتاك.. مجيب صوتك غير عاجز.. ذو نبهة وبصيرة .. والصدق منجى كل فائز.. إني لأرجو أن أقيم.. عليك نائحة الجنائز.. من ضربة نجلاء.. يبقى ذكرها عند الهزاهز".
فقال له عمرو: من أنت؟ قال: أنا علي، قال: ابن من؟ قال: ابن عبد مناف، أنا علي بن أبي طالب، فقال: عندك يا ابن أخي مِنْ أعمامك من هو أسن منك، فانصرف فإني أكره أن أريق دمك، فقال علي: لكني والله ما أكره أن أهريق دمك، فغضب، فنزل فسل سيفه كأنه شعلة نار، ثم أقبل نحو علي مغضبًا واستقبله علي بدرقته فضربه عمرو في الدرقة فقدها، وأثبت فيها السيف وأصاب رأسه فشجَّه، وضربه علي رضي الله عنه على حبل العاتق، فسقط وثار العجاج، فسمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم التكبير، فعرف أن عليًّا قتلَه. رواه الحاكم في "المستدرك".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة