محمد أحمد طنطاوى

لصوص الشهادات العلمية على "فيس بوك"

الخميس، 21 يناير 2021 11:53 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أصادف أثناء تصفح ومتابعة "فيس بوك" كل صباح شهادات ماجستير ودكتوراه، وأوسمة، وتكريمات، أغلبها من جهات لا يعرفها أحد، من عينة المنظمة العربية الملكية للعلوم التقنية المعاصرة المتقدمة، أو الجمعية الفنية المرجعية البيئية التابعة للجامعة الرقمية الدولية، أو أى عبارة تنتهى بالأمم المتحدة، أو قل ما شئت، فأغلب هذه الشهادات تستخدم فقط على الفضاء التخيلى من أجل اللايك والشير والمتابعة على وسائل التواصل الاجتماعى، ولا يتحمل أصاحبها عناء اقتناء "البرواز" أو حتى الطباعة.

الأغرب من الرسائل والمناصب والدرجات العلمية الوهمية الفيس بوكية، أن التهانى الحارة تنهال على أصحابها وكأن فتحاً مبيناً تجلى، مع العلم أن هؤلاء لم ينالوا سوى الشهادات المرحلية "قبل الجامعية" أو الإعدادية فى بعض الحالات، وهذا بالطبع يدعونا إلى تأمل هذه الظاهرة "السخيفة"، التى تظلم الدرجات العلمية، وتنتقص من قدر أصحابها، وتجعل كل من هب ودب يطلق على نفسه ألقاباً وأسماءً دون حق، بل يستخدمها بعضهم فى النصب والاحتيال على العامة والبسطاء.

مؤخراً جاءتنى مجموعة من الإضافات على الفيس بوك من رجال وفتيات، ظننت أنهم من الجماهير السوية العاقلة، إلا أن المفاجآت كانت أسرع وأدهش من ذلك بكثير، فأصادف يوميا منشورات عن تكريمات من جهات لم أسمع عنها، وشهادات بشعارات محلية وأجنبية "مضروبة"، بل إن الأمر تجاوز لوجود شخص بعينه يعمل تحت غطاء إعلامى، كل ما يقدمه فى الحياة هو تكريم مجموعة من العاملين في المجال الصحافة بصورة شهرية، "أغلبهم من السيدات" وهذا يتم مع نفس الأشخاص والضيوف دون تغيير، وكأنه متعاقد مع مكتب لتوريد الشهادات والدروع!!

الحالة التى أتحدث عنها موجودة ونرصدها جميعاً وتقودنا وترشدنا إلى ضرورة حظر هذه النماذج من التواصل الاجتماعى والإنسانى بأكمله فهم ليسوا أكثر من مشاريع نصابين صغار، يعطون لأنفسهم درجات علمية وأدبية لا يعلمون عنها شيء ولا يستحقونها، فهذا أستاذ دكتور، وهذه أديبة وروائية، وتلك إعلامية ومُدربة محترفة للصحافة، دون أن تكون هناك أى مهارات أو خبرات حقيقية لهؤلاء، فهم أشبه بمن كانوا يقتحمون المؤتمرات في الماضى تحت غطاء صحفى أو إعلامى مزيف من أجل الحصول على وجبة غداء، والحمد لله تراجعت أو اختفت هذه الظاهرة بعدما أخذت الفنادق وقاعات المؤتمرات فى تدقيق هويات وبطاقات الحضور.

النصب والاحتيال موجود فى كل دول العالم بصور وأشكال مختلفة، لكن الاحتراف يظل أهم سمات النصاب، إلا أن هؤلاء الغشاشون لا يجيدون فنون النصب أو "الكذب المتساوى" كما يقول أبناء البلد، فلا يوجد شخص يُكرم يومياً أو يحصل على شهادات علمية وفنية بمعدل 3 مرات فى الأسبوع، لذلك علينا أن نتخلص من هؤلاء سريعاً وسوف أبدأ بنفسى، فمن أحكى عنهم يخترقون قوائم أصدقائنا ويحاولون تكوين شبكة علاقات وروابط وهمية تساعدهم في التخطيط للغش والاحتيال فاحذروهم..









الموضوعات المتعلقة


مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة