بيشوى رمزى

صراع المنصات.. تحالفات محتملة من رحم "السوشيال ميديا"

الأربعاء، 20 يناير 2021 04:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قرار "تويتر" بتعليق حساب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بدعوى استخدامه في التحريض على الفوضى في بلاده، إثر الاحتجاجات التي شهدها محيط الكونجرس، في 6 يناير الجارى، والتي أسفرت عن اقتحام المبنى العريق، من قبل عدد من الغوغاء، يمثل علامة فارقة في تاريخ "السوشيال ميديا"، في ظل دفاعها طويل المدى عن مبادئ الديمقراطية وحرية الرأي، بل واستخدامها كوسيلة للحشد ضد العديد من الأنظمة، خاصة في منطقة الشرق الأوسط، خلال ما يسمى بـ"الربيع العربى"، لتثور الفوضى، دون قرار من قبل إدارة المواقع التي باتت تحكم العالم، بتجميد الحسابات المرتبطة بدعاة العنف والإرهاب، في انعكاس صريح لدور تلك المواقع، والذى تجاوز مجرد تحقيق التقارب المجتمعى، إلى القيام بدور أكبر في المستقبل، من شأنه رسم خريطة جديدة للعالم.
 
ولكن بعيدا عن ازدواجية المعايير، والتي تعد أهم الملاحظات التي يمكن للمتابع استقرائها، جراء القرار الأخير الذى اتخذه "تويتر" تجاه ترامب، والعديد من أنصاره، بدافع حماية المجتمع الأمريكي من الفوضى والعنف، يبدو أنه سيساهم بصورة أو بأخرى في ميلاد حلبة جديدة للصراع، بين المنصات الاجتماعية في المرحلة المقبلة، في ظل "لجوء" ترامب، ومن ورائه الكتلة الشعبية المؤيدة له، إلى منصات بديلة، يمكنها التعبير عن الاتجاه الأخر الذى تسعى إلى إسكاته المنصات التقليدية.
 
وهنا يتحول الصراع الحزبى في الداخل الأمريكي من شكله التقليدي، إلى صراع من نوع جديد عبر استحداث مواقع جديدة للتواصل الاجتماعى، ربما تجد سوقا رائجا من وراء حالة الانقسام السياسى في الولايات المتحدة في المرحلة الراهنة، والتي قد تمتد إلى سنوات، في ظل إصرار ترامب على القتال من مقعد "المعارضة" للعودة من جديدة إلى الواجهة السياسية بعد 4 سنوات، سواء بالترشح المباشر، أو بتقديم وجه جديد من تحت عباءته، يمكنه مواصلة الطريق نحو إرساء رؤيته التي سعى إلى تعزيزها خلال سنواته في البيت الأبيض، مستغلا ما يتمتع به من شعبية كبيرة لدى قطاع كبير من الشارع في الولايات المتحدة.
 
الصراع المحتمل بين منصات "السوشيال ميديا" في الداخل الأمريكي، ربما يشهد أبعادا أوسع نطاقا، حال تعميمه في دول أخرى، تشهد استقطابا سياسيا، خاصة مع صعود تيارات اليمين المتطرف، في دول أوروبية، وهى تتمتع بقدرة كبيرة في اجتذاب الشارع عبر خطاباتها الشعبوية، واحتداد المواجهة مع التيارات الليبرالية واليسارية الأخرى، خلال المنافسات السياسية القادمة، خاصة في دول على غرار ألمانيا، التي تقترب من نهاية عصر ميركل وطموحات أحزاب أخرى للإنقضاض على السلطة في برلين، وكذلك في فرنسا، والتي ترتقب انتخابات محتدمة في 2022.
 
صراع التيارات السياسية خلف مواقع "السوشيال ميديا"، ربما يفتح الباب امام صورة جديدة للتحالفات الدولية، عبر تحقيق تقارب كبير بين أصحاب الأجندات المتطابقة، تساهم إلى حد كبير في تشكيل تكتلات دولية إلكترونية، تقدم الدعم لبعضها في الصراعات الداخلية، وهو الأمر الذى ربما ظهرت بوادره إبان الحديث المتواتر عن التدخلات الروسية في نتائج الانتخابات الأمريكية، وهو ما يمثل انعكاسا للدور الذى تلعبه تلك المواقع في تغيير توجهات الشعوب، وتشكيل الرأي العام بحسب ما يتطابق مع توجهات الدول الأخرى.








الموضوعات المتعلقة

تحورات كورونا والاقتصاد العالمى

الخميس، 14 يناير 2021 04:04 م

أحزاب "المنشقين"

الأربعاء، 13 يناير 2021 05:00 م

"إرث" مايك بنس

الأربعاء، 06 يناير 2021 02:29 م

مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة