تمر اليوم ذكرى ميلاد، آل كابونى، أحد أشهر رجال العصابات في القرن العشرين، اسمه ألفونس جابريل كابونى، ولد فى 17 يناير 1899، وتوفى فى 1947.. فكيف كانت بداياته وكيف جاءت النهاية؟
يقول كتاب "موسوعة المشاهير" الجزء الأول" لهايدى عبد اللطيف:
كان آل كابونى حديث الصحافة الأمريكية لعقود، وهو أشهر سجين فى "ألكاراز" وصاحب المقولة الشهيرة "بالمسدس تحل جميع المشاكل" والمسئول عن مذبحة "عيد الحب" التى أغتيل فيها عتاة رجال المافيا فى أمريكا.
آل كابونى
امتلك آل كابونى سحرا خاصا أورثه لجميع من يحملون اللقب، حتى لو لم تكن لهم أية علاقة بالمافيا، وقصة حياته أصبحت فى الوقت ذاته قصة المافيا الأمريكية وذلك بعد خروجها للنور فى نهاية العشرينيات، التى واكبت فترة الكساد العظيم ومنع الكحول، وانتشار عمليات التهريب والتغافل أو التغاضى عن القانون والفساد الذى تخطى كل الحدود فى تاريخ الولايات المتحدة.
وقد سبب الظهور المباشر للمجرمين والقتلة إحراجا كبيرا للحكومة الفيدرالية، ما جعلها تعين عميلا خاصا للنيل من "آل كابونى" واعتقاله، لتصبح أشهر قضية فى تاريخ العدالة الأمريكية.
صنع آل كابونى ابن المهاجر القادم من نابولى الإيطالية أسطورته الخاصة، وحكايته التى جذبت الكثيرين وتعاطفوا معها حتى بعد وفاته فى 25 يناير 1947 عن عمر يناهز الثامنة والأربعين، حقق فيها الكثير وأصبح الأشهر فى عالم الجريمة المنظمة، وكانت وفاته مأساوية نتيجة لتدهور صحته فى السنوات الأخيرة حيث أصيب بالزهرى العصبى الذى تسبب فى تراجع صحته العقلية لتوازى طفل فى الثانية عشرة من عمره، لتنهار الأسطورة التى بدأت قبل ذلك بنصف قرن.
كان لقصة حاة "آل كابونى" ولتلك الفترة من التاريخ الأمريكى بشكل عام، تأثير كبير على عدد من الكتاب الأمريكيين وخصوصا كتاب السينما الأمريكية، الذين استلهموها.
وعلى عكس تصور الكثيرين فإن عائلة كابونى لم يكن لها تأثير سيء على حياة آل كابونى ولم تكن سببا فى انخراطه فى عالم الجريمة، فقد كان والده جابرييل كابونى حلاقا يعمل فى إحدى البلدات القريبة من مدينة نابولى الإيطالية، هاجر مع زوجته وطفلين إلى الولايات المتحدة فى العام 1893 ليولد ألفونسو فى العام 1899 فى بروكلين وترتيبه الرابع بين ثمانية أبناء.
لم تقنع الحياة الفقيرة لمتقشفة ألفونس الذى كان قد أعجب برجال العصابات، وقد فصل من المدرسة فى الرابعة عشرة من عمره، بعد أن قام بصفع إحدى مدرساته، وعمل بعدها فى عدة مهن منها بائع للحلوى، ولاحقا انضم إلى عصابة "النقاط الخمس" حيث عمل مراقبا للأمن فى أحد النوادى.
رجال العصابات
وفى إحدى الشجارات تعرض لإصابة فى وجهه، حيث قام شقيق إحدى الفتيات بشق وجه أل كابونى بآلة حادة ثلاث مرات، وصار يحمل اسم "الوجه ذو الندبة"، وللعلم فإن هذا الشخص ويدعى "فرانك جالوسيو" أصبح الحارس الشخصى لآل كابونى.
فى النهاية أصبح آل كابونى إمبراطور الجريمة المنظمة فى شيكاجو، وفى 14 فبراير 1929 قام بمذبحة عيد الحب حيث قتل سبعة من رجال العصابات بطريقة بشعة، إذ تلقى كل منهم ما ببين 20 إلى 25 طلقة نارية .
وتسببت هذه الحادثة فى ذعر الشعب الأمريكى لهول الجريمة، وتعالت مطالب جماهيرية بضرورة إدانة "كابونى" لكن رجال التحقيقات لم يتمكنوا من إدانته لأنه قدم للشرطة حجة غياب عن موقع الحدث، بل وعن المدينة كلها.
بعدما تعددت جرائمه، عينت الحكومة الفدرالية العميل "إليونت نس" مدير مكتب الخطر، وأوكلت إليه مهمة التنقيب خلف "كابونى" للوصول إلى ثغرة قانونية، وبالفعل نجح فى تقديم آل كابونى للمحاكمة بتهمة التهرب الضريبى فى العام 1931، حيث حكم عليه بالسجن 11 عاما.
لكنه استطاع من السجن إدارة كل شيء بالخارج، فقررت الحكومه إرساله إلى أحد أقسى السجون الأمريكية هو سجن "ألكاراز" والذى يعرف بسجن الصخرة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة