يخرج أحدهم كل صباح ممسكًا أدوات منزلية فى يده يتحسس الطريق للوصول إلى السوق المجاور إلى منزله ويساعده شقيقه الأكبر فى تلك العمل، معتمدين على بصيرتهما التى تنير لهما الطريق للوصول إلى أعمالهما التى تعينهما على الكسب والدخل ويعودان فى نهاية اليوم بما يساعدهما على قوت يومهما ليتحديا الإعاقة البصرية.
هنا فى مركز الوقف شمالى محافظة قنا رزق أب بـ4 أبناء من المكفوفين منذ ولادتهم لتبدأ رحلته مع محاولة علاجهم وإجراء عمليات لأعينهم ولكنها دون جدوى ليسلم أمره إلى الله ويستكمل مشواره فى رعاية الأبناء حتى أتم زواج 2 منهم وأحيل إلى المعاش بعد عمله فى مدينة الألمونيوم ليثقل الحمل بعد تراجع ما يتقاضاه من مرتب شهري.
قال عبد الحميد حسين، والد الأبناء، إن أبنائه الـ 4 يعانون من إعاقة بصرية منذ ولادتهم وعلى الرغم من ذهابه إلى الكثير من الأطباء وإجراء عمليات جراحية لهم إلا أنه لا جدوى ولا تحسن فى حالتهم، حيث عمل على تربيتهم وظل وما زال العائلين الوحيد للأسرة التى تتكون من 11 فردا الأبناء وأطفالهم وأزواجهن.
وأوضح حسين، أن بعد خروجه على المعاش تراجع مرتبه وهذا أثر على دخل الأسرة التى يعيلها ولا أحد يعمل فيها بخلاف خروج ابنه الأوسط للعمل فى بيع الأدوات المنزلية بالمرور فى الشوارع وكذلك فى المنزل للكسب وهى مهنة لا توفر دخلًا للأسرة أيضًا لمكسبها البسيط.
الأسرة الصابرة بقنا
وطالب عبد الحميد حسين، والد الأبناء، بتوفير وظيفة لابنه الأكبر الحاصل على كلية دراسات إسلامية من جامعة الأزهر والابن الأوسط حاصلًا على ثانوية أزهرية والأصغر التحق بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر، وتوفير وظيفة للابن الأكبر سيساعده على الإنفاق على أسرته كونه متزوج ويعيل أبنائه.
وقال محمد عبد الحميد، الابن الأكبر، إنه حصل على كلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر من 2009 ولم يحصل على وظيفة بعد التخرج، أما عن الإعاقة البصرية أوضح أنه يتناول الكثير من الأدوية والعلاج كما أجرى العديد من العمليات الجراحية لكى يعود نظره أو يتحسن ولكن دون جدوي.
الأب مع أبنائه
"بحمد ربنا فى السراء والضراء" بهذه الكلمات تابع محمد حديثه عن إعاقته البصرية لافتًا أنه يعيل أسرته المكونة من ابن وابنة وزوجه كما أن جائحة كورونا أثرت على حركة البيع التى يساعد فيها شقيقه الأوسط وتراجع البيع عن السابق بالإضافة إلى المعاملة الصعبة فى الشارع وخوفه من السيارات والموتوسيكلات بالشارع التى تعرض حياته للخطر أثناء السير دون مرافق، ويبدأ يومه بصلاة الفجر ثم ينتظر خروج الأهالى إلى الشوارع ويقوم بحمل المكانس والأدوات المنزلية من أجل بيعها، فيعود يوما بكسب من البيع ويوما بدون بيع.
وأشار أحمد عبد الحميد، الابن الأوسط، إلى أنه كمثل أشقائه يعانى من إعاقة بصرية منذ سنوات وعقب الولادة مباشرة حيث لم تنجح العمليات الجراحية التى قاموا بها، لافتًا أنه يعمل فى بيع الأدوات المنزلية للإنفاق على أسرته أيضًا التى يعولها، مطالبًا رئاسة الوزراء بتوفير وظيفة لشقيقه الأكبر وله تعينهم على إعالة أسرهم.
أما شقيقتهم فايزة عبد الحميد، فقالت إنها لم تكمل تعليمها بسبب نظرها ولكنها تساعد الأشقاء فى البيع وتتمنى أن تحصل على مرتب شهرى مناسب يساعدها على تجهيز مستلزمات زواجها والعيش منه، بالإضافة إلى مساعدة أشقائها ومنهم الأصغر الذى التحق بكلية أصول الدين بالفرقة الأولى والذى يتردد على الكلية يوميًا.
"بروح الكلية وصديقى بيساعدنى" هكذا أوضح عادل عبد الحميد، الشقيق الأصغر، والطالب بكلية أصول الدين، أنه يذهب فى أيام الدراسة يوميًا إلى مدينة قنا التى تبعد عشرات الكيلو مترات عن مدينة الوقف التى يسكنون فيها وذلك عن طريق مساعدة صديق له من المدينة.
ولفت عادل، إلى أن أسرته ملتزمة بدفع المصروفات للكلية رغم الظروف التى يعانون منها وإعالة الأشقاء الـ 3 بخلافه، كما أن والده يفضل التعليم الأزهرى لذلك ألحق أشقائه جميعهم بالتعليم الأزهرى الذى يدرس فى جامعته هو أيضًا ويتمنى أن يوفر المسئولين مطالبهم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة