"ليسوا إخواناً وليسوا مسلمين"، عقب أيام قليلة من إصدار النقراشى باشا أول قرار بحل جماعة الإخوان، تم اغتياله فى 28 ديسمبر 1948، على يد الإخوانى عبد المجيد أحمد حسن، ومن باب التضليل والخداع، أصدر البنا، بياناً تحت عنوان "هذا بيان للناس"، أثنى فيه على "النقراشى"، واستنكر اغتياله وتبرأ من قاتليه، لتهدئة الرأى العام ضد الجماعة.
ولعل عنوان البيان السالف الذكر، ورغم أنه صدر أصلا للتضليل إلا أنه يبدو متفقا تماما مع جميع الآراء التى خرجت من المنشقين عن الجماعة، والتى دارت أفكارهم عن فساد جماعة الإخوان، وكيف تدار الجماعة الإرهابية من الداخل، وكيف أنهم ليسوا إخوانا وليسو مصريين، وفى ظل الدعوات المتتالية من الجماعة ومواليها لهدم الدولة المصرية، نوضح بعض الكتب التى أصدرها عدد من أبناء الجماعة السابقين، والذين انشقوا عنها، ومن أبرزها:
الخروج من الجماعة
أصدر الباحث مصطفى المنشاوي، كتابًا جديدًا بعنوان "الخروج من الجماعة: النفس والمجتمع والدولة" بلندن الذى نشر فى أواخر 2019، ولاقى رواجًا فى بداية هذا العام، والذى يوضح روايات "المنفصلون عن الجماعة بتركيا وقطر ومصر ولندن".
يوضح الكتاب روايات ومقابلات مع عدد من المنشقين عن الجماعة فى تركيا ومصر وقطر ولندن، وكيفية خروجهم من جماعة الإخوان التى تعتبر "الخروج من الجنة" فى نظر التنظيم، وذلك بعد تنفيذ زيبن المهدى فتاة تبلغ من العمر 22 عامًا عملية انتحار بسبب المصاعب التى واجهتها بعد الانفصال عن الجماعة وكانت تشارك فى الحملة الانتخابية الرئاسية للمنشق السابق عن الجماعة عبد المنعم أبو الفتوح فى مواجهة مرشح الإخوان آنذاك، ويعتمد الكتاب على تفاعل العوامل النفسية والعاطفية الدقيقة والعوامل التنظيمية "المتوسطة" والتطورات السياسية المرتبطة بالحالة الخاصة للإخوان ومصر خلال ما يعرف بثورات الربيع العربي، وتفضيلهم حياة مسالمة خاصة بهم، أو تدعيمهم تيار سياسى آخر فيما أسماهم "الراحلون المسالمون".
اختطاف ثورة.. آخر العمليات الفاشلة للتنظيم السري
يوضح الكتاب أن هناك فرقاً كبيراً بين التنظيم السرى لجماعة الإخوان والجماعة نفسها، مشيرا إلى أنهما كانا فى صراعات تاريخية منذ الأربعينيات بسبب خلافات فكرية ورغبة التنظيم فى السيطرة على الجماعة.
وأضاف "المليجي" فى كتابه ـ الذى يسرد فيه التاريخ الأسود للتنظيم السرى منذ نشأته وحتى الآن- أن التنظيم استطاع أن يسيطر على مكتب الإرشاد وحاول بعد الثورة أن يفرض سيطرته على الحكم بمصر إلا أنه فشل فى الأمر.
وأضاف المليجى أن مجموعة التنظيم السرى كانت تؤمن بأن دماءها أنقى من غيرها وان عقولهم أذكى وقدراتهم التنظيمية أكثر دقة وبراعة أى أنهم كانوا يرون فى أنفسهم "شعب الله المختار بالإسلامى "، كما أنهم لا يحبون النور ويعشقون العمل فى الظلام فكانوا ينشطون بالليل وتكثر فيه مؤامراتهم.
ولفت أن الإخوان خلال 25 يناير عقدوا الاتفاق مع نظام مبارك والمعتصمين فى الميدان بوجهين مختلفين وبسياسة إمساك العصا من المنتصف فكان ممثلوهم فى الميدان يتبنون خطاب الثورة بينما قادتهم فى الخفاء ينسقون مع أعدائها، حتى أنه كان هناك اقتراح بإقناع الثوار بأن يتنازل مبارك لنائبه عمر سليمان عن الحكم ولكن الثوار رفضوا الأمر.
سر المعبد
يكشف من خلاله أسراراً حول الجماعة وعلاقتهم بالماسونية، (أو ما أطلق عليه الخرباوى مصطلح "الماسيو إخواكية"، والذى جعله عنواناً للفصل الثانى عشر من الكتاب الذى يضم 17 فصلاً، فى 359 صفحة)، لا سيما الشعار السداسى ولجوء كل منهما إلى العنف، ذلك أن المنتمى إلى الجماعة يشترط عليه أداء القسم على المسدس والمصحف أمام شخص مجهول، كذلك يكشف كيفية تحكّم الجماعة فى المنتمين إليها، واستخدامها للاغتيالات السياسية لتصفية معارضيها، كما حدث مع رئيس الوزراء محمود النقراشى (1948م) عندما تم اغتياله على يد عبد المجيد أحمد حسن أحد المنتمين إلى الجماعة بعد قرار رئيس الوزراء حلها. كما يتضمن الكتاب تفاصيل الصفقات التى كان يعقدها الإخوان مع نظام الرئيس المخلوع حسنى مبارك فى الانتخابات وبعض آليات ومبادئ السمع والطاعة داخل الجماعة. ويعرض فى الهوامش مجموعة من المعلومات الدالة على علاقة الإخوان بالولايات المتحدة الأمريكية عبر تقديم وثيقة لم تنشر من قبل كانت مرسلة لخيرت الشاطر من أحد أعضاء الجماعة ذو الصلة بالمسئولين الأمريكيين منذ 2005م.
إخوانى خارج الصندوق
قال الصحفى أحمد العجوز أحد المنشقين عن شباب الجماعة فى كتابه "إخوانى خارج الصندوق" أن الجماعة تنظر بقدر كبير من الاحتقار للآخر خارج الجماعة والنظر إليه باعتباره أقل أهلية وكفاءه من عضو الجماعة، وهذا سر اعتماد محمد مرسى على كوادر الجماعة داخل قصر الرئاسة وخارجه رغم أنهم أقل كفاءة ومقدرة من الآخرين.
حكايتى مع الإخوان
يمثل كتاب "مذكرات أخت سابقة .. حكايتى مع الاخوان"، للكاتبة المصرية انتصار عبد المنعم، سيرة ذاتية عن تجربة سابقة للكاتبة، فى فترة انضمامها للإخوان المسلمين، وتحكى المؤلفة عن ذلك، ليس من باب التجريح أو الهجوم، كما تقول، ولكن من باب المكاشفة، وبالرغم من قولها انهم قد يعتبرون حديثها هذا خيانة أو انشقاقا عن الصف، الا أنها تعتبره نوعا من جلد الذات.
كما توضح المؤلفة أن الجماعة لا تحترم الكفاءات، وتقسِّم الناس إلى طبقات، وتؤمن بالتوريث. وأيضاً تقسم الكاتبة "النساء الأخوات" إلى ثلاثة أقسام: نساء القادة، زوجات المناضلين فى السجون، بنات العامة، القسم الاخير يمثل النساء اللواتى هن الجانب الأسوأ فى الجماعة، لأن غالبيتهن تستدرج إلى مستوى من التنميط، إلى أن تصبح لا شىء.
فالتربية الإخوانية تنتج نساء نمطيات، يسهل إقناعهن تحت راية نصرة الإسلام بزواج ثان وثالث. وعن انتخابات مجلس الشعب 2005 تقول المؤلفة: كنا نتحرك كالقطيع أو كالمخدرين، ننفذ ما يمليه الرجال علينا، أمامنا حلم سماوى نعمل لأجله فقط، فكما علمونا، يجب ألا ننتظر حتى كلمة شكر، فالجزاء يوم القيامة، وفى نفس الوقت الذى صدقنا ذلك وعملنا من أجله احتسابا للجزاء الأخروي، كانوا يرسمون حدود جنة أرضية تبدأ من أعتاب مجلس الشعب.. كانت فترة تعبئة شاملة، أصبحنا لا نتواجد فى منازلنا إلا لفترات متقطعة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة