يبدو أن الجماعة الإرهابية يئست من أوضاعها وعدم استجابة المصريين لدعواتها التخريبية، ووقوف الشعب المصرى صفا واحدا خلف قيادته السياسية للحفاظ على المكتسبات التى تحققت بعد ثورة 30 يونيو، فكفرت بالوطن وبالمصريين.
اعترف إبراهيم منير مرشد جماعة الإخوان الإرهابية والمقيم فى لندن، بتكفير جماعته للأوطان خلال حواره الأخير مع قناة الجزيرة الجناح الإعلامى الأكبر للإخوان، وفقا لما وضحه المستشار عماد أبو هاشم القاضى المنشق عن جماعة الإخوان الإرهابية، قائلا:"السيد الأعظم لمحفل الإرهاب إبراهيم منير يقول إن مصر لم تعد وطنا لهم ويدعو إلى إنقاذ مصر عبر إزاحة هذا الوطن وهو ما يبلور رؤية الإخوان لمصر بأنها لا تعدو أن تكون مجرد اسم لمكان كسائر مسميات البلدان الأخرى وأنهم يكفرون بها كوطن لهم ولا يحملون أية مشاعر انتماء إليها".
العديد من الكتب والدراسات سبقت مرشد الجماعة الإرهابية فى تأكيد تلك الفكرة، محاولين تسليط الضوء على أفكار الجماعة التخريبية للأوطان، ومن هذه الكتب:
جواسيس الجيل الرابع من الحروب: الطابور الخامس.. من شاشات الفضائيات إلى الميادين
وفقا لمؤلفة الكتاب حنان أبو الضياء، فإن تمكين الإخوان فى المنطقة العربية يهدف إلى تفتيت العالم الإسلامى والعربى إلى دويلات تحت مسمى الخلافة الإسلامية المتمركزة فى تركيا التى لم يعارضها نظام الإخوان المسلمين، لأن فكرة الوطن ليست عقيدة راسخة لديهم والولاء الأول للجماعة.
جذور التآمر ضد الإمارات
حسبما يرى مؤلف الكتاب سالم حميد، فإن الوطن يمثل فى معتقدات الإخوان الجماعة التى ينتمون إليها، وتحفل أدبياتهم فى هذا السياق بما يعزز هذا المبدأ لدى الأعضاء، ومن المؤكد أن التباس فكرة الوطن والهوية عندهم هو سبب اغترابهم ووقوعهم فى فخ العزلة والعجز عن اكتساب تعاطف وتفاعل الشرائح المستنيرة مع جماعتهم، كما أن مبدأ اللا وطن يقف أيضا حائلا بينهم وبين خلق تفاهمات ومشتركات مع بقية التيارات الوطنية والمدنية الأخرى، بل وحتى مع عامة الناس مع الفئات الشعبية البسيطة.
وشدد "حميد" أنه ينبعى الإشارة إلى أن موضوع الوطن فى فكر الإخوان يستحق قراءة أكثر تفصيلا، لا يتسع لها المجال هنا، نظرا لتشعب وخطورة النتائج التى تترتب على ارتباك الوعى بالهوية، وما تفرزه انعكاسات نفسية تطال الفرد وتتحكم فى سلوكه وردود أفعاله.
المؤامرة على ثورة مصر: الملفات السرية للإخوان
ولفت أحمد البرديسى فى كتابه أن سببا من أسباب معاداة الإخوان للثوار بعد ثورة 25 يناير واتهامه كل حركات التحرر الوطنى منذ تأسيسها بالكفر والزندقة، هو لأنها تقف ضد فكرة الوطن والوطنية من الأساس، لافتا إلى أن المناورات السياسية التى مارستها جماعة الإخوان للانفراد بالسلطة حتى تطل علينا الحقيقة المريرة بأن الجماعة تفوقت بالمناورة السياسية والخداع.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة