1 - لا يوجد عندى أى مشكلة أن أدافع عن الكثير مما أراه حقا فى الدفاع عن الدولة المصرية الحالية، إن كان هناك من يهاجمها، ولا يوجد عندى أى مشكلة فى أن أفسر وأشرح ما أفهمه من توجهات الدولة فى معظم المسائل.
2 - لكن حين أجد خروجا متعمدا عن حد أدنى من الآداب العامة وحد أدنى من انتقاء الألفاظ بما يضر ولا ينفع، بما يفضح ولا يستر، بما يسىء ولا يحسن، فأنا أكف لسانى عن الكلام وقلمى عن الكتابة، لأننى ببساطة غير مقتنع بجدوى أن نسمح للرذيلة المفضوحة أن تشيع بيننا.
3 - كتب صديق لى على الفيس بوك معلقا على مقالى أمس الأول عن أن صانع القرار السياسى قد يضطر لتحمل مفاسد قليلة لصالح فضائل أو مكاسب عظمى، قال الصديق: لكن ما يزعجنى هو اختيار بعض الشرور والمفاسد التى يفوق ثمنها بكثير ثمن اختيار ما يقابلها من فضائل، على سبيل المثال لما كل يوم أشوف وأسمع تصريحات البعض على مواقع التواصل بيسب فيها بوضوح آخرين، وبعد ما يقول اللى هو عايزه لازم يأكد على إنه بيدعم الرئيس والجيش! ومفيش حد عايز يحاسبهم «وهم قادرون».. ليه؟ إيه اللى يضطرنى إنى أساعد فى ترسيخ فكرة إن قلة الأدب والبلطجة هى اللى تكسب فى مجتمعنا؟ ما المفسدة الأعظم من كده اللى باحاول اتجنبها بالاختيار دا؟
4 - معه حق، وأنا عجزت عن الرد المنطقى عليه. ببساطة لا أدرى. أو لا أريد أن أدرى.
5 - فى دول أخرى يتواجد مثل هذه الشخصيات السبابة لسببين: الأول إلهاء والشوشرة على الناس، والثانى الشتم والتشهير بالخصوم السياسيين.
6 - أما الإلهاء، فلو أراد نظام سياسى ما أن يلهى الناس عن مشكلة ما أو قرار ما أو تسريب ما، فهو يجعل مثل هؤلاء الأشخاص يخرجون بألسنتهم العفنة، لكى يجعلوا الناس تركز فى غير المهم الآمن على حساب المهم المضر، النظام السياسى الضعيف يحتاج أمثال هؤلاء، وفقا لنظرية «شوف العصفورة»، فينظر البعض إلى العصفورة وينسون القضايا الأخرى الأولى بالتقديم لبعض الوقت، لكن هذا لا يحل المشكلة، وهذا ليس منهج دولة قوية ونظاما سياسيا يستطيع بالمنطق، والحجة أن يدافع عن سياساته وقراراته.
7 - أما الشتم والتشهير، فتستخدم الأنظمة السياسية الضعيفة أمثال هؤلاء لشتم الخصوم والتشهير بالمناوئين وشتمهم فى أعراضهم، وهو أسلوب أسوأ وأكثر تكلفة من أى عائد محتمل، مصر بنظامها الحالى قوية بالفعل وتملك الحجة والمنطق والإنجاز الذى يجعلها لا تحتاج أمثال هؤلاء.
8 - لدينا رئيس عفيف اللسان، والمحيطون به فى قمة أجهزة الدولة هم أناس على درجة عالية من الخلق واحترام الآداب العامة ويحافظون على الصورة الذهنية للمناصب التى يشغلونها، لأنها تعكس قيمة الدولة ومكانة الوطن.
9 - لكن أن يكون فى مصر من يعطى الانطباع بأن البلطجة، تكسب وأن قلة الأدب محصنة بالقانون وأن قلة الحياء فوق الدولة وأن الدولة عاجزة عن أن توقف هذا الكم من البذاءات، إذن نحن أمام معضلة أكبر من مجرد شخص، وإنما المعضلة هى الصورة التى تصدرها الدولة عن الناجحين فيها وعن من يشغلون مناصبها الأهم.
10 - فيه حاجة غلط.
11 - إلى القائمين على الدولة المصرية: كفاية كده لو سمحتم، أنتم تحظون بشرعية إنجاز حقيقة مختومة بطابع الوطنية المبنية على الكثير مما مررنا به معا، إحنا فوق ما كنا نتوقعه منكم، بفضل الله، ثم بحسن تدبيركم وتضحيات أهلنا الذين يستحقون أن نصدر لهم أفضل ما فينا، ما تخلوش حد ينزلنا تحت، لسنا بحاجة إلى أمثال هؤلاء.
هذا ما أمكن إيراده، وتيسر إعداده، وقدر الله لى قوله.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة