هل تمنع اللائحة الجديدة للمركز القومى للترجمة موضوعات معينة؟.. الدكتورة علا عادل ترد

الإثنين، 17 أغسطس 2020 06:00 م
هل تمنع اللائحة الجديدة للمركز القومى للترجمة موضوعات معينة؟.. الدكتورة علا عادل ترد المركز القومى للترجمة
كتب أحمد منصور - محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
آثار قرار المركز القومى للترجمة، لتحديد آليات تعاقد المترجمين مع المكتب الفنى، جدلا واسعا فى الأوساط الثقافية، خاصة الشرط الذى يستوجب مراعاة ألا يتعارض الكتاب مع الأديان، وألا يتعارض الكتاب مع القيم الاجتماعية والأخلاق والأعراف، وتخوف البعض من أنه حال تطبيق اللائحة قد تصبح العديد من الموضوعات محرمة من التناول والصدور من المركز القومى للترجمة ومن هذه الموضوعات:
 

المثلية الجنسية

الشذوذ والمثلية الجنسية هى بالتأكيد من المظاهر والقضايا المرفوضة فى المجتمع المصرى، وترفضها الأديان الإبراهيمية الثلاث، وربما كتاب "علم نفس الشواذ" والذى يشرح فيه السيّد شيلدون بطريقة مبسطة مُلخص متكامل عن الأمراض النفسية الشاذة وخصوصاً حول مرض الفصام، وعن الاضطرابات النفسية التى قد تذهب بالشخص إلى ممارسة الشذوذ الجنسى، مرفوض فى نظر اللجان الفنية للفحص داخل المركز، وقد يرون أنه قد يكون مروجا لفكر مرفوض النبش فيه من الأساس.
 
علم نفس الشواذ
علم نفس الشواذ
 

الدين والإلحاد 

كتاب مثل كتاب نيتشه الفلسفى "هكذا تحدث زرادشت" والذى طبعه المركز من قبل، هو الآخر قد يكون مرفوضا ولن يرى صدور أى طبعات أخرى بسبب الاعتقاد السائد أنه يروج للإلحاد وعدم وجود الله، بسبب قول مؤلفه ﺑ"موت الإله"، وربما لم يكن يقصد منها الإلحاد بقدر ما قصد الدعوة إلى تحطيم ما هو ثابت، حيث دعا إلى أن يعتمد الإنسان على نفسه، ومن هنا أتت دعوته الثانية لتحطيم الأخلاق المسيحية التى أطلق عليها "أخلاق العبيد".
 
هكذا تحدث زرادشت
هكذا تحدث زرادشت
 
وهو كذلك الرأى الذى قد يحدث مع كتاب مثل "منابع تاريخ الأديان" حيث يرى المؤلف أن الآلهة والأساطير وحتى الشعائر عمرها الافتراضى نسبى، ومن بين الأديان التى ظهرت عبر التاريخ نجد أن المسيحية والبوذية والإسلام تبدو عارضة ويمكن تصديرها، وتبدو أنها نجحت جيدا، ولم يكن الحال كذلك بالنسبة للديانة المانوية، ولا بالنسبة لديانة "التوحيد الشمسى" التى اخترعها إخناتون. ومن بين الأديان المعروفة.
 
منابع تاريخ الأديان
منابع تاريخ الأديان
 
 

العلمانية

أكثر الأمور التى دائما ما تثير غضب الكثير من المصريين فكرة المجتمع العلمانى، وبغض النظر عن المفهوم السائد إذا كان صحيحا أم لا، فأن المركز قد يرفض نشر كتابا مثل "ما العلمانية" يتناول هذه الفكرة، التى يرى الناس أنها تفصل بين الدين والدولة، وهم يعتقدون أن الدين أسلوب للتعايش لا يجب فصله عن أى منحى من مناحى الحياة.
 
ما العلمانية؟
ما العلمانية؟
 

الاستنساخ

واحد من الأفكار المفروضة مجتمعا بشكل كبير، وتفرضه الأديان، هى فكرة التناسخ، ومن الكتب التى نشرها المركز القومى للترجمة من قبل "الاستنساخ البشرى" والذى لن يرى النور مثله مثل العديد من الكتب التى  تتناول هذه الفكرة، بحجة مخالفتها القيم المجتمعية والدين.
 
الاستنساخ البشرى
الاستنساخ البشرى

ومن جانبه تواصل "اليوم السابع" مع الدكتورة علا عادل، مديرة المركز القومى للترجمة السابقة، التى وافقت على اللائحة، والتى أكدت أن دور المركز هو الترجمة فالمركز لن يقوم بدور الرقيب على كل الكتب المترجمة، بل على العكس، فقد صدرت لدينا كتب كثيرة تحافظ على الحريات وتعرض وجهات النظر المتعددة، ولكن ما حدث أن بعض المقترحات التي وردت إلينا مؤخرًا كان بها تطاول شديد على مؤسسات دينية وعلى رموز دينية، دون ذكر أمثلة، لكننا أردنا التنبيه وتثبيت الفكرة الأولى التي تدعو لمشاركة الناس، وهناك شكاوى من آلية تقديم المقترحات، ومن يقول إنه قدَّم اقتراحه منذ عام ونصف، ثم جاء الرد بالرفض، فقررنا أن نعمل بالتوازي مع المؤسسات الأخرى المهتمة بالترجمة، وكل مؤسسة لديها آليات معتمدة، فكذلك الجوائز تتبنَّى آليات محددة، معلنةً أنها ستقبل فقط ما لا يتعارض مع منظومة القيم العامة المتعارف عليها، والتي صدرت كتب المركز وفقًا لها.

ووأضافت الدكتورة علا، هناك اعتراض يتم تعديله، فيما يخص آلية تحديد موعد التقديم، وهو أن يكون التقديم مرتين فقط سنويًّا، على ألا تكون مفتوحة طوال الوقت، فلا يمكن وضع خطة موازية، وإلا سوف يؤدي ذلك إلى تكرار المواضيع.
 
 
وتابعت الدكتورة علا، أما فكرة تحديد عدد صفحات الكتاب، وتحديد مدة السنوات الخمس، فإن مقترحات الترجمة جزء ضئيل جدًّا مما يُقَدَّم، فالمركز نفسه له خطة، وترد إليه أعمال مشتركة مع مؤسسات أخرى عربية وأجنبية، وتنشر من خلالنا، وهناك سلاسل، ومنصَّات ترجمة، فهل لذلك علاقة ببند التقيد بخمس سنوات؟ فهذا موجود بالفعل، وتخصصات المسرح والفنون والفلسفة والعلوم الاجتماعية كلها موجودة، والنظريات كذلك موجودة، ولم يمسها أحد، ولكن تم الاتفاق أن من يتقدم بمقترح يتم الاطلاع على الكتاب، فإذا كان بالفعل هناك خروج غير عادل على الأعراف والتقاليد بشكل مسيء وفج، يتم رفضه، ولم يسبق للمركز أن نشر كتبًا مسيئة، ولكن ما حدث أننا أعلنا عن تلك الآلية فقط للمتقدمين بمقترحات جديدة، ولم نبتكرها، كي يتاح لهم الاختيار الأسلم من بين مقترحين فيتم اختيار الكتاب الذي يتم من خلاله تقديم شيء مفيد للقارئ، فقد يكون هناك طرح لفكر آخر يهاجم أيًّا من الأديان، وهنا لا بد من نشر هذه الآراء لكي يتاح لنا الرد عليها، وما أقصده هو التطاول الذي يتكرر في كثير من الكتب، ودور النشر التي عانت من هذا الأمر مرارًا وتكرارًا، حتى إن بعضهم عانى مشاكل تصل إلى الحبس.
 
وتابعت الدكتورة علا عادل، نحن ضد التطاول على الأديان بشكل عام، ولكن لا بد من طرح تلك الرؤى، وإن كانت مختلفة عن معتقداتنا، فمثلًا من المعروف أن كثيرًا من المفكرين في أوروبا لا يرون أن الإسلام دينًا من الأساس، وهذا الفكر كله يُطرَح لكي يرد عليهم علماء الأزهر والعلماء والمفكرون الآخرون، فطرح فكر الآخر ضروري وأساسي، ولا يمكن بأي حال اقتطاع جزء أو مشهد من رواية حتى وإن كان البطل شاذًّا أو مثليًّا أو ملحدًا، فكيف أحذفه وهو فكر موجود بالفعل في الكتاب ولا بد من مناقشته، وهناك فارق بين ذلك، وبين فكرة الترويج لهذه الأفكار في كتاب، وهذا ما نقف عنده، فأهمية دور الترجمة أنه يتلخَّص في نقل الثقافات الأخرى المختلفة إلى القارئ العربي، فهي كالمرآة التي تعكس الثقافات الأخرى، ومن واقع احترام الأديان كافة، وثوابت المجتمع المصري، ومن واقع ما أعرفه أنا فلا نضير أعين الناس وعقولهم بهذه الأفكار الشاذة، ولكن كل ما هو فكر وتنوير وثقافة الآخر وحياته وعاداته وتقاليده لا يمكن أن نحجر عليه أبدًا.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة