هي لعبة قديمة يشتهر بها أبناء محافظة قنا، وتمتد جذورها إلى عهد الفراعنة، حيث إن لها أصولًا وقواعد لا يمكن للاعب أن يتخلى عنها وتعد من الألعاب الشعبية المهمة في صعيد مصر، ويحرص اللاعبون سواء القدامى أو الجدد على المشاركة فيها كلما سنحت لهم الفرصة.
في الحلقة يتواجد حكم ومشرف ينظم دخول اللاعبين والوقت المستغرق، كما يمنع المشاحنات أو أي مخالفات قد تحدث أثناء اللعب، العم نصر الله خلف، قضى نصف قرن في ممارسة لعبة التحطيب، وتعلمها من والده حتى أصبح يشرف على حلقات التحطيب ويقوم بالتحكيم بينها، في محافظة قنا ولا تكاد تخلو مناسبة أو مولد من حضور العم نصر الله، الذي يحرص دائمًا على دعوة لاعبي التحطيب من داخل المحافظة وخارجها للاستمتاع باللعبة والمشاركة في فعالياتها.
عم نصر الله خلف، تعلم لعبة التحطيب في سن مبكرة وكان عمره وقتها 13 عامًا، ومنذ ذلك الحين وهو يمارس هذه اللعبة المعروفة في محافظة قنا ومحافظات الصعيد، لا سيما الأقصر، أسوان، وسوهاج، وهي من الألعاب المحببة لدى الجميع فمن لا يلعبها يتابعها ويستمتع بمشاهدتها، وتستخدم فيها العصا كجزء أساسي من اللعبة حيث تباع في الأسواق ويحملها البائعون في الشوارع.
قواعد وأخلاقيات لعبة التحطيب
وأوضح نصر الله، أنه منذ سنوات يشرف على حلقات التحطيب، ويتواجد في وسط الحلقة لينظم دخول وخروج اللاعبين والوقت المستغرق، كما يوجه النصائح للاعبين وخاصة الشباب بالتحلي بأخلاق اللعبة، وعدم التعدي على الآخرين، واحترام كبار السن والاستمتاع باللعب فقط، لأن الهدف الأساسي من اللعبة هو المتعة والترويح عن النفس وليست المشاحنات، ولهذا السبب أطلق عليه لقب "نقيب لعبة التحطيب" في محافظة قنا.
وأشار نصر الله، إلى أن هناك لاعبين يأتون من محافظات أخرى تتم دعوتهم مسبقًا للمشاركة في الحلقات التي تقام في الموالد أو المناسبات، وهؤلاء يعرفونه بالاسم نظرًا لتاريخه الطويل في حلقات التحطيب، ومن المواقف الصعبة التي قد تحدث في الحلقات، إصابة أحد الأشخاص عن غير قصد، وهنا يتدخل الحكم وكبار السن لاحتواء الموقف حتى لا تتحول المسألة إلى عداوة بين المشاركين، لأن اللعبة في الأساس لا تقوم على الضغينة أو الثأر، بل هي لعبة تراثية تهدف إلى إحياء الموروث الشعبي بروح من المحبة والتسامح.

العم نصر الله بقنا

العم نصر الله خلف

نصر الله خلف حكم تحطيب بقنا